يقول لي بورمون، في رسالته: إن الفرنسيين قد خلفوا حسين باشا في الحكم، وإنني احتفظ بمرتبة باي قسنطينة إذا رضيت أن أدفع لفرنسا «اللازمة» التي كنت أدفعها للداي، وباختصار إذا قبلت الاستسلام. وأجبت بأن السلطة تسلمتها من حسين برضا جميع سكان قسنطينة ومقاطعتها وإنني راجع إلى مركز قيادتي، وإذا كانت إرادة قادة قسنطينة تتفق مع رغبة الجنرال الفرنسي، فإنني سأخضع لها بكل سرور.
انتهت هذه المفاوضات عند هذا الحد، وتوجهت إلى قسنطينة عن طريق الأعمال والبيبان، ثم بلغت منطقة العوامر بالقرب من سطيف وبعد ٢٢ يوما من السير، منذ أن غادرت مدينة الجزائر، وصلت إلى المكان الذي يسمى الحامة (٦) بنواحي قسنطينة.
في أثناء غيابي عن قسنطينة دبرت مؤامرة ضدي. لقد تركت في المدينة حامية الشتاء وهي مكونة من الأتراك
_________
(٦) قرية على بعد ٧ كلم شمال قسنطينة، تدعى الآن حامة بوزيان.
1 / 17