69

تعالى : ( سئل القرية )، أي اهلها ، وياسماء من هذا القبيل ، بناء على اول الوجهين ، ويحتمل ان تكون الاية مثله في ثاني الوجهين ، بأن يكون استعمال القرية في الاهل مجازا ، ثم اوقع السؤال عليها مجازا ، ويحتمل ان يكون السؤال مجازا والقرية حقيقة.

قال التفتازاني : في آخر باب الاستعارة ، قال الشيخ عبد القاهر : أن الحكم بالحذف ههنا ، أي في اسأل القرية ، لامر يرجع الى غرض المتكلم ، حتى لو وقع في غير هذا المقام ، لم يقطع بالحذف ، لجواز أن يكون كلام رجل ، مر بقرية قد خربت وباد اهلها ، فأراد ان يقول لصاحبه واعظا ومذكرا ، أو لنفسه متعظا ومعتبرا.

اسأل القرية عن اهلها ، وقل لها ما صنعوا ، كما يقال : سل الارض من شق انهارك ، وغرس اشجارك ، وجنى اثمارك ، انتهى.

هذا كله على قول من لا يقول باشتراك لفظ القرية لفظا ، بين الاهل والجدران ، فتأمل جيدا. أولا كقول أبي داود :

أكل امرء تحسبين امرءا

ونورا توقد بالليل نارا

وسميت هذا مجازا بالنقصان ، ونحو قوله تعالى : ( ليس كمثله شيء ) . مجازا بالزيادة .

الثالث عشر : عكسه ، كقول الشاعر :

انا ابن جلا وطلاع الثنايا

متى أضع العمامة تعرفوني

أي انا ابن رجل جلا.

الرابع عشر : تسمية الشيىء باسم ما له تعلق المجاورة ، كتسميتهم قضاء الحاجة الذي هو في المكان المطمئن من الارض بالغائط ، فتأمل.

صفحة ٧١