304

وتنفرد مقدمة الكتاب : فيما لا يتوقف عليه الشروع ، اذا ذكر امام المقصود.

وتنفرد مقدمة العلم : فيما يتوقف عليه الشروع ، اذا ذكر في الاثناء.

ومآل هذا القول : الى عدم اعتبار التقدم ، في مفهوم مقدمة العلم كما ان مآل القول : بأن النسبة العموم المطلق الى اعتباره.

وكيفما كان : فالفرق بينهما مسلم عند الطرفين ، فلا بد فيهما من القول باحدى النسبتين.

(ولعدم فرق البعض)، زاعمين التساوي : (بين مقدمة العلم ، ومقدمة الكتاب) ، فيلزم على هذا : توقف الشروع على مقدمة الكتاب لأنها عين مقدمة العلم ، التي يتوقف عليها العلم ، فلا يصح تأخير شيء مما يذكر في مقدمة الكتاب.

(اشكل عليهم)، اي : على زاعمي عدم الفرق ، (امران : احتاجوا في التفصي عنهما الى تكلف) سنذكره.

(احدهما)، أي : الأمران : (بيان توقف مسائل العلوم الثلاثة : على ما ذكر في هذه المقدمة ، من معرفة غاية العلوم الثلاثة ، ووجه الاحتياج اليها.

وجه الاشكال : ظهور عدم توقف مسائل العلوم الثلاثة على ما ذكر بداهة : انه يمكن لطالب هذه العلوم ، الشروع في مسائلها ، وان لم يعرف غايتها ، ووجه الاحتياج اليها.

(و) الدليل على عدم التوقف : انه (قد ذكره)، اي : ما ذكر في هذه المقدمة : (صاحب المفتاح في آخر المعاني والبيان).

فبهذا : يستكشف انه لا توقف لمسائل هذه العلوم ، على ما ذكر

صفحة ٣٠٦