254

الثقيلة : وهي حرف الابتداء ، لا تعمل خلافا للاخفش ويونس لدخولها بعد التخفيف على الجملتين ، وخفيفة بأصل الوضع : فان وليها كلام ، فهي : حرف ابتداء لمجرد افادة الاستدراك ، وليست عاطفة ، ويجوز ان تستعمل بالواو ، نحو : ( ولكن كانوا هم الظالمين ) وبدونها ، نحو قول زهير :

ان اين ورقاء لا تخشى بوادره

لكن وقايعه في الحرب تنتظر

وزعم ابن ابي الربيع : انها حين اقترانها بالواو ، عاطفة جملة على جملة ؛ وانه ظاهر قول سيبويه ، وان وليها مفرد ، فهي : عاطفة بشرطين :

احدهما : ان يتقدمها نفي او نهي ، نحو : ما قام زيد لكن عمرو ، ولا يقم زيد لكن عمرو.

فان قلت : قام زيد ثم جئت بلكن ، جعلتها حرف ابتداء ، فجئت بالجملة فقلت : لكن عمرو لم يقم ، واجاز الكوفيون : لكن عمرو على العطف وليس بمسموع.

الشرط الثاني : ان لا تقترن بالواو ، قاله الفارسي واكثر النحويين وقال قوم : لا تستعمل مع المفرد الا بالواو ، واختلف في نحو ما قام زيد ولكن عمرو على اربعة اقوال :

احدها ليونس : ان لكن غير عاطفة ، والواو : عاطفة مفردا على مفرد.

الثاني لابن مالك : ان لكن غير عاطفة ، والواو : عاطفة جملة حذف بعضها ، على جملة صرح بجميعها .

قال : فالتقدير في ما قام زيد ولكن عمرو : ولكن قام عمرو.

صفحة ٢٥٦