206

ومنها : « لا ريب فيه » احسن من : «لا شك فيه» لثقل الادغام ، ولهذا اكثر ذكر الريب .

ومنها : « ولا تهنوا » احسن من : «ولا تضعفوا» لخفته.

و: « وهن العظم مني » احسن من : «ضعف» لأن الفتحة ، اخف من الضمة.

ومنها : « آمن » اخف من : «صدق» ولذا كان ذكره اكثر من ذكر التصديق.

و: « آثرك الله » اخف من : «فضلك».

و: « آتى » اخف من : «اعطى».

و: « أنذر » اخف من : «خوف».

و: « خير لكم » اخف من : «افضل لكم».

والمصدر في نحو : ( هذا خلق الله يؤمنون بالغيب ) اخف من : «مخلوق».

و: ( نكح ) اخف من «تزوج» لان فعل اخف من تفعل ولهذا : كان ذكر النكاح في القرآن اكثر.

ولاجل التخفيف والاختصار ، استعمل لفظ : (الرحمة ، والغضب ، والرضا ، والحب ، والمقت) في اوصاف الله تعالى ، مع انه لا يوصف بها حقيقة ، لانه لو عبر عن ذلك بالفاظ الحقيقة ، لطال الكلام.

كأن يقال : «يعامله معاملة المحب ، والماقت».

فالمجاز في مثل هذا افضل من الحقيقة ، لخفته واختصاره ، وابتنائه على التشبيه البليغ.

فان قوله تعالى : ( فلما آسفونا انتقمنا منهم ) احسن من : «فلما

صفحة ٢٠٨