199

وجوه :

اولها : حسن تأليفه ، والتئام كلمه ، وفصاحته ، ووجوه ايجازه وبلاغته الخارقة عادة العرب ، الذين هم فرسان الكلام ، وارباب هذا الشأن.

والثاني : صورة نظمه العجيب ، والاسلوب الغريب ، المخالف لأساليب كلام العرب.

ومنها : نظمها ونثرها الذي جاء عليه ، ووقفت عليه مقاطع آياته وانتهت اليه فواصل كلماته ، ولم يوجد قبله ولا بعده نظير له.

قال : وكل واحد من هذين النوعين : الايجاز والبلاغة ، بذاتها ، والاسلوب الغريب بذاته ، نوع اعجاز على التحقيق ، لم تقدر العرب على الاتيان بواحد منهما ، اذ كل واحد خارج عن قدرتها ، مباين لفصاحتها ، وكلامها ، خلافا لمن زعم : ان الاعجاز ، في مجموع البلاغة والاسلوب.

الوجه الثالث : ما انطوى عليه من الاخبار بالمغيبات ، وما لم يكن فوجد كما ورد.

والرابع : ما أنبأ به من اخبار القرون السالفة ، والامم البائدة ، والشرايع الداثرة ، مما كان لا يعلم منه القصة الواحدة ، الا الفذ من احبار اهل الكتاب ، الذي قطع عمره في تعلم ذلك ، فيورده (ص) على وجهه ، ويأتي به على نصه ، وهو امى لا يقرأ ولا يكتب.

قال : فهذه الوجوه الاربعة ، من اعجازه بينة لا نزاع فيها.

ومن الوجوه في اعجازه غير ذلك : اى : وردت بتعجيز قوم في قضايا ، واعلامهم انهم لا يفعلونها ، فما فعلوا ، ولا قدروا على ذلك ، كقوله : ( فتمنوا الموت إن كنتم صادقين ولن يتمنوه أبدا ) فما

صفحة ٢٠١