147

المسند اليه ، اذا كان الاسناد حقيقيا.

الثالثة : ان (الرحمة) فعلها متعد ، و (الصلاة) فعلها قاصر ، ولا يحسن تفسير القاصر بالمتعدي (فتأمل).

الرابعة : انه لو قيل : مكان (صلى عليه)، (دعا عليه) انعكس المعنى ، وحق المترادفين : صحة حلول كل منهما محل الآخر. انتهى.

ونظير قوله ، قول بعضهم حيث قال : (الصلاة) كلها وان توهم خلاف معانيها ، راجعة الى أصل واحد ، فلا تظنها (لفظة اشتراك) ولا (استعارة) وانما معناها (العطف) ويكون محسوسا ومعقولا.

وليعلم ان حملها بالنسبة اليه تعالى على (الرحمة) لا يتأتى على وجه الحقيقة ، اذ (الرحمة) حقيقة في (القلب).. انتهى.

فمن حملها بالنسبة اليه تعالى على (الرحمة) انما اراد معناها الذي يليق به عز شأنه ، وهو : افاضة الخير والاحسان.

وقد ذكر بعض الاصوليين في الرد على من استدل منهم : على جواز استعمال المشترك في أكثر من معنى ، بقوله تعالى : ( إن الله وملائكته يصلون على النبي ).. الآية» على استعمال المشترك في اكثر من معنى : ان سياق الآية لايجاب اقتداء المؤمنين بالله تعالى والملائكة في الصلاة على النبي (ص)، فلا بد من اتحاد معنى الصلاة في الجميع : لأنه لو قيل : ان الله يرحم النبي ، والملائكة يستغفرون له ، يا ايها الذين آمنوا ادعوا له.

لكان هذا الكلام في غاية الركاكة.

فعلم : انه لا بد من اتحاد معنى الصلاة ، حقيقيا كان المعنى ، أم مجازيا.

صفحة ١٤٩