في قريبه عبد اللطيف بن أبي الفتح ولد في رجب سنة ثلاث وثمان مئة بمكة المشرفة وحضر بها على البرهان ابن صديق في أواخر الثانية سجدات القرآن للحربي وفي الثالثة بعض مسند الدارمي وسمع من أبي بكر بن الحسين المراغي صحيح البخاري بفوت وصحيح مسلم وصحيح ابن حبان وجزء الحرقي وأمالي التنوخي ومن زين الدين الطبري وغيره وأجاز له في سنة خمس وثمان مئة من أجاز أحمد بن عبد القوي المتقدم ولي إمامة مقام المالكية بالمسجد الحرام في أواخر سنة اثنتين وأربعين وثمان مئة فباشر ذلك من ظهر اليوم الثالث من ذي الحجة إلى ظهر اليوم الرابع منها فمنعه أمير الحاج المصري ثم بعد سفر الحاج مكنه ناظر الحرمين سودون المحمدي فباشر ذلك مغرب ليلة الثامن عشر من ذي الحجة إلى صبح يوم الأحد تاسع جمادى الأولى سنة ثلاث وأربعين فعزل بمحمد بن أبي عبدالله النويري وابن عمه أبي الفضل بن عبد الرحمن ودخل البلاد المصرية والشامية واليمنية غير مرة طلبا للرزق وركبه دين كثير فتوجه إلى القاهرة في موسم سنة خمس وخمسين فلم ينل بها طائلا وتوجه منها إلى بيت المقدس والشام ثم عاد إلى القاهرة وتوجه منها إلى بلاد المغرب في أوائل سنة سبع وخمسين فدخل تونس وفاس ثم عاد إلى مكة في موسم سنة ثمان وخمسين بغير طائل ثم عاد إلى بلده صحبة الحاج وأقام بها وتردد منها مرات إلى المدينة الشريفة لزيارة جده سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقدرت وفاته بها وكان خيرا مباركا ساكنا منجمعا عن الناس ملازما لبيته ولباب بيته بزيادة باب ابراهيم من المسجد الحرام ومات في ليلة السبت تاسع عشر جمادى الآخرة سنة أربع وستين وثمان مئة بالمدينة النبوية وصلي عليه بالروضة الشريفة ودفن بالبقيع رحمه الله
الشيخ السادس والعشرون بعد المئة من القاهرة
عبد الله بن أحمد بن عمر بن عرفات بن عوض بن أبي السعادات بن أبي الطاهر
صفحة ١٤٦