أنه لم يبلغ العشرين وكان آدم أزرق أو قص أفرع اكشف أزور الصدر متأول الخلق. ويقال إنه أخرج لسانه فإذا هو أسود كأنه لسان ظبي فأخذه بيده ثم أومأ بيده إلى رقبته فقال ويل لهذا مما يحبني عليه هذا فكان هو الذي جنى عليه فقتل وذلك أنه هجا عمرو بن هند وكان ينادمه هو والمتلمس، والمتلمس خال طرفة فكتب لهما كتابين إلى المكعبر يأمره فيهما بقتلهما فأما المتلمس فإنه خرق كتابه ونجا بنفسه ومضى طرفة بالكتاب فقتل وهو القائل في قصيدة له:
ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلًا ... ويأتيك بالأخبار من لم تزود
وكان النبي ﷺ إذا استراث الخبر يتمثل بعجز هذا البيت وهي هذه القصيدة وقد روي لغيره:
فقل للذي يبقى خلاف الذي مضى ... تزود لأخرى مثلها فكأن قد
وله:
للفتى عقل يعيش به ... حيث تهدي ساقه قدمه
أي له عقل في كل وجه توجه فيه فيما يهوى وينتفع به، وقال ثعلب ان اتجه لجهة صالحة علم أن له عقلًا وإن اتجه لجهة شر علم أنه لا عقل له.
وله:
فوجدي بسلمى فوق وجد مرقش ... بأسماء إذ لا يستفيق عواذله
لعمري لموت لا عقوبة بعده ... لذي البث أشفى من هوى لا يزايله
عمرو بن كلثوم بن مالك بن عتاب بن ربيعة بن زهير بن جشم بن بكر بن حبيب بن عمرو بن غنم بن تغلب بن وائل بن قاسط بن هنب بن أفصى بن دعمى ابن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار يكنى أبا الأسود وقيل أبا عمير وهو فارس شاعر مقدم سيد أحد فتاك الجاهلية ولابنه الأسود وهو في بيت تغلب. وأم عمرو لبنى بنت مهلهل بن ربيعة التغلبي، وبلغ خمسين ومائة سنة ورأى من ولده وولد ولده خلفًا كثيرًا وكان خطيبًا حكيمًا وأوصى بنيه عند موته بوصية بليغة حسنة. وقصيدته التي أولها: ألا هبي بصحنك فاصبحينا إحدى مفاخر العرب قام بها خطيبًا في فتكه بعمرو بن هند وقتله.
وفيها يقول:
بأي مشيئة عمرو بن هند ... تطيع بنا الوشاة وتزدربنا
فإن قناتنا ياعمرو أعيت ... على الأعداء قبلك أن تلينا
وله في رواية ثعلب من أبيات:
1 / 202