وذكر بعد رجوعه من مكة أن محمد بن علي الطبري قاضي الحرمين سمع عليه كتاب السيرة؛ ولم يزل يكتب ويسمع إلى وقت سفره إلى وطنه، وكان قادرًا على النسخ صحيح الكتابة سريع القراءة، وقد علقت عنه فوائد أدبية من حكايات وأشعار؛ وكان قد سمع أبا محمد ابن عتاب وابا بحر البلنسي وابا الوليد بن طريف وآخرين من شيوخ قرطبة. له أنس بالرأي مضافًا إلى الحديث؛ وتوجه من عندي سنة ثلاثين وخمسمائة إلى الاندلس، وروى ما سمع وانتفع به هناك.