(أما ترَوْنَ مَا أرى أَمَامِي ... من سَاطِع يجلو دجى الظلام)
(قد لَاحَ للنَّاظِر من تهام ... وَقد بدا للنَّاظِر الشآم)
(مُحَمَّد ذُو الْبر وَالْإِكْرَام ... أكْرمه الرَّحْمَن من إِمَام)
(قد جَاءَ بعد الشّرك بِالْإِسْلَامِ ... يَأْمر بِالصَّلَاةِ وَالصِّيَام)
(وَالْبر والصلات للأرحام ... ويزجر النَّاس عَن الآثام)
(فبادروا سبقا إِلَى الْإِسْلَام ... بِلَا فتور وَبلا إحجام)
قَالَ فَتفرق الْقَوْم عَن الصَّنَم وَلم يحضرهُ يَوْمئِذٍ أحد إِلَّا أسلم
ثمَّ أَتَى عمر إِلَى بَيت أُخْته فَبَاتَ فِيهِ ثمَّ أصبح فَسَأَلَ عَن النَّبِي ﷺ فَقيل لَهُ إِنَّه فِي منزل عَمه حَمْزَة فَخرج وَاضِعا سَيْفه على عَاتِقه فَلَقِيَهُ رجال من سليم قد سافروا إِلَى صنم لَهُم ليحكم بَينهم وَكَانَ اسْم الصَّنَم ضمار فدعوا عمر إِلَى الدُّخُول ليحضر الحكم فَفعل
فَلَمَّا وقفُوا بَين يَدي الصَّنَم سمعُوا هاتفا يَقُول
(أودي الضمار وَكَانَ يعبد مرّة ... قبل الْكتاب وَقبل بعث مُحَمَّد)
(إِن الَّذِي ورث النُّبُوَّة وَالْهدى ... بعد ابْن مَرْيَم من قُرَيْش مهتدي)
(سَيَقُولُ من عبد الضمار وَمثله ... لَيْت الضمار وَمثله لم يعبد)
(أبشر أَبَا حَفْص بدين صَادِق ... تهدي إِلَيْهِ وبالكتاب المرشد)
(واصبر أَبَا حَفْص قَلِيلا إِنَّه ... يَأْتِيك عز فَوق عز بني عدي)
(لَا تعجلن فَأَنت نَاصِر دينه ... حَقًا يَقِينا بِاللِّسَانِ وباليد)
1 / 51