============================================================
عن الناس، فلا يخالطهم إلا في جمعة أو جماعة، أو عيد أو حج، أو مجلس علم بالشنة، أو حاجة في معيشة لا بد له من ذلك ، وإلا.. فيواري شخصه، ويلزم كنه ، لا يعرف ولا يعرف.
فأما إن أحب هلذا الرجل أن ينقطع عن الناس فلا يخالطهم في أمر من الأمور ألبية، من دين ودنيا، وجماعة وجمعة وغيرها؛ لما يرى له في ذلك من مصلحته وفراغه.. فإنه لا يسعه ذلك إلأ بأحد أمرين : اقا أن يصير إلى موضع لا يلزمه هنالك هلذه الفرائض، كرؤوس الجبال، وبطون الأودية ونحوها ، ولعل هذا أحد الوجوه التي دعت العباد إلى تلك المواضع البعيدة عن الناس .
واما أن يتيقن بالحقيقة أن الضرر الذي يلحقه في مخالطة الناس بسبب هلذه الفروض أعظم من تركها ، فحينئذ يكون له عذر في ذلك .
ولقدرايت أنا بمكة - حرسها الله- بعض المشايخ المتفردين من أهل العلم، وهو لا يحضر المسجد الحرام في الجماعة، مع قربه منه، وسلامة حاله، فحاورته في ذلك يوما في حال ترددي إليه ، فذكر من عذره ما أشرنا إليه ، وهو أن ما يحصل من الثواب لا يفي بما يلحقه من الآثام والتبعات في الخروج إلى المسجد ولقاء الناس.
قلث أنا : وجملة الأمر : فلا عتب على المعذور، وألله تعالى أولى بالعذر، وهو عليم بذات الضدور، ولكن الطريق العدل فيه هو الأول، بأن يشارك الناس في الجمعة والجماعات، وضروب الخيرات، ويباينهم فيما سوى ذلك: فإن أحب الطريق الثاني ؛ بأن ينقطع عن الناس بمرة. . فسبيله الخروج إلى مواضع لا تتوجهآ عليه هذذه الفروض ثم .
الطريق الثالث : أن يكون مع الناس في مصر واحد ، لا يحضر جمعة ولا جماعة، لعذر يراه في ذلك؛ من وزر أو تبعة عليه، فإنه يحتاج إلى نظر
صفحة ٧٦