============================================================
العقبة الثاثة وهي عقبة العوائق ثم عليك يا طالب العبادة - وفقك الله تعالى - بدفع العوائق حتى تستقيم عبادتك، وقد ذكرنا أن العوائق أريعة : أحدها : الدنيا ، ودفعها إنما هو بالتجرد عنها ، والزهد فيها، وإنما لزمك هلذا التجرود والزهد لأمرين : أحدهما : لتستقيم لك العبادة وتكثر؛ فإن الرغبة في الدنيا تشغلك (1) ؛ أما ظاهرك : فبالطلب ، وأما باطنك : فبالإرادة وحديث النفس ، وكلاهما يمنع عن العبادة؛ فإن النفس واحدة، والقلب واحد ؛ فإذا اشتغل بشيء.. انقطع عن ضده: وان مثل الدنيا والآخرة كمثل الضرتين؛ إن أرضيت إحداهما.. أسخطت الأخرى، وإنهما كالمشرق والمغرب، بقدر ما تميل إلى أحدهما.. أعرضت عن الآخر: أما شغلها في الظاهر : فقد روينا عن أبي الدرداء رضي الله عنه أنه قال : (زاولت أن أجمع بين العبادة والتجارة فلم يجتمعا، فاقبلت على العبادة، وتركث الثجارة)(2).
وعن عمر رضي الله عنه أنه قال : (لو كانتا مجتمعتين لأحد غيري.: لاجتمعتالي؛ لما أعطاني الله تعالى من القوة واللين) .
صفحة ٦٥