============================================================
النهار.. فاعلم أنك مكبول، وقد كبلتك خطيئئك)(1)، فهلذه هذذه.
والثاني من الأمرين : إنما تلزمك الثوبة لتقبل منك عبادتك ؛ فإن رب الدين لا يقبل الهدية ، وذلك أن التوبة عن المعاصي وارضاء الخصوم فرض لازم ، وعامة العبادة التي تقصدها نفل، فكيف يقبل منك تبرعك والدين عليك حاك لم تقضه؟1 وكيف تترك لأجله الحلال والمباح وأنت مصر على فعل المحظور والحرام ؟1 وكيف تناجيه وتدعوه وتثني عليه وهو - والعياذ بالله- عليك غضبان؟1 فهذا ظاهر حال العصاة المصرين على المعصية، والله المستعان فإن قلت : فما معنى التوبة النصوح وحدها ؟ وما ينبغي للعبد أن يفعله حتى يخرج من الذنوب كلها؟
فأقول : أما التوبة : فإنها سعي من مساعي القلب ، وهي عند التحصيل في قول العلماء رضي الله عنهم : تنزيه القلب عن الذنب : قال شيخنا رحمه الله في حد التوبة : إنه ترك آختيار ذنب سبق مثله عنه ، منزلة لا صورة، تعظيما لله تعالى، وحذرا من سخطه.
فلها إذن أربع شرائط : إحداها: ترك أختيار الدنب ، وهو أن يوطن قلبه، ويجرد عزمه على أنه لا يعود إلى الذنب ألبئة ، فأما إن ترك الدنب وفي نفسه أنه ربما يعود إليه ، أو لا يعزم على ذلك ، بل يتردد ، فإنه ربما يقع له العود. . فإنه ممتنع عن الذنب غير تائب عنه.
والثانية : أن يتوب من ذنب قد سبق عنه مثله؛ إذ لو لم يسبق عنه مثله..
لكان متقيا غير تائب ، ألا ترى أنه يصغ القول بأن النبي صلى الله عليه وسلم كان مثقيا عن الكفر ، ولا يصخ القول بأنه كان تائبا عن الكفر؟ إذ لم يسبق عنه كفر
صفحة ٥٥