السبب الرابع: ملازمته أهل العلم وخدمتهم والقرب منهم
عن مالك عن الزهري قال: تبعت سعيد بن المسيب في طلب حديث ثلاثة أيام.
وعن معمر قال: سمعت الزهري يقول: مست ركبتي ركبة سعيد بن المسيب ثمان سنين.
وهي إشارة إلى أدب من آداب طلب العلم وهي القرب من العالم، وكما في حديث جبريل عندما أتى في صورة رجل إلى النبي ﷺ: شديد بياض الثياب شديد سواد الشعر، لا يرى عليه أثر السفر، ولا يعرفه أحد من الصحابة، فجلس إلى النبي ﷺ، فأسند ركبتيه إلى ركبتيه، وجعل كفيه على فخذيه، وسأل عن الإسلام والإيمان والإحسان، فالقرب من أهل العلم سبب للبركة في العلم.
وعن مالك بن أنس عن الزهري قال: خدمت عبيد الله بن عبد الله بن عتبة حتى كان ليقول: من بالباب؟ فتقول الجارية: غلامك الأعيمش.
فظنت الجارية أنه عبد من عبيده فتقول: غلامك الأعيمش، قال: وإن كنت لأخدمه حتى لأستقي له وضوءه.
6 / 9