130

قال: فاتبعناه وإذا به قد دخل إلى مسجد صغير بين يدي السهلة، فصلى فيه ركعتين بسكينة ووقار، كما صلى أول مرة، ثم بسط كفيه وقال:

إلهي قد مد إليك الخاطي المذنب يديه لحسن ظنه بك، إلهي قد جلس المسيء بين يديك، مقرا لك بسوء عمله، راجيا منك الصفح عن زلله، إلهي قد رفع إليك الظالم كفيه، راجيا لما لديك، فلا تخيبه برحمتك من فضلك، إلهي قد جثا العائد إلى المعاصي بين يديك، خائفا من يوم يجثو فيه الخلائق بين يديك.

إلهي قد جاءك العبد الخاطئ فزعا مشفقا ورفع إليك طرفه حذرا راجيا، وفاضت عبرته مستغفرا نادما، وعزتك وجلالك ما أردت بمعصيتي مخالفتك، وما عصيتك إذ عصيتك وأنا بك جاهل، ولا لعقوبتك متعرض، ولا لنظرك مستخف، ولكن سولت لي نفسي @HAD@ وأعانني على ذلك شقوتي، وغرني سترك المرخى علي، فمن الآن من عذابك يستنقذني، وبحبل من أعتصم إن قطعت حبلك عني.

فيا سوأتاه غدا من الوقوف بين يديك، إذا قيل للمخفين جوزوا، وللمثقلين حطوا، أفمع المخفين أجوز أم مع المثقلين أحط، ويلي كلما كبرت سني كثرت ذنوبي، ويلي كلما طال عمري كثرت معاصي، فكم أتوب وكم أعود، أما آن لي أن أستحيي من ربي.

اللهم بحق محمد وآل محمد ارحمني واغفر لي وارحمني يا أرحم الراحمين وخير الغافرين.

صفحة ١٤٢