عباد الله
تدبروا العواقب واحذروا قوة المناقب، اخشوا عقوبة المعاقب، وخافوا سلب السالب، فإنه والله طالب غالب، أين الذين قعدوا في طلب المنى وقاموا، وداروا على دار الرحيل وحاموا؟ ما أقل ما لبثوا وما أوفى ما أقاموا! لقد وبخوا في نفوسهم في قعر قبورهم على ما أسلفوا ولاموا.
عتاب
يا من بأقذار الخطايا قد تلطخ، وبآهات البلايا قد تضمخ، يا من سمع كلام من لام ووبخ، يعقد عقد التوبة حتى إذا أمسي يفسخ، يا مطبقا لسانه والملك يحصي وينسخ، يا من طير الهوى في صدره عشش وفرخ، كم أباد الموت ملوكا كالجبال الشمخ، كم أزعج قواعد كانت في الكبر ترسخ، وأسكنهم ظلم اللحود ومن ورائهم برزخ، يا من قلبه من بدنه بالذنوب أوسخ، يا مبارزا بالعظائم أتأمن أن يخسف بك أو تمسخ!!
استيقظ من نومك
أما والله لو علم الأنام ... لما خلقوا لما هجعوا وناموا
لقد خلقوا لأمر لو رأته ... عيون قلوبهم تاهوا وهاموا
موت ثم قبر ثم حشر ... وتوبيخ وأهوال عظام
ليوم الحشر قد عملت رجال ... فصلوا من مخافته وصاموا
ونحن إذا أمرنا أو نهينا ... كأهل الكهف أيقاظ نيام
أيها العبد
لا شيء أعز عليك من عمرك وأنت تضيعه، ولا عدو لك كالشيطان وأنت تطيعه، ولا أضر من موافقة نفسك وأنت تصافيها، ولا بضاعة سوى ساعات السلامة وأنت تسرف فيها لقد مضى من عمرك الأطايب يا حاضر البدن والقلب غائب، اجتماع العيب والشيب من المصائب، أين البكا لخوف العظيم الطالب.
صفحة ١٩