أوقفني بين يديه وقال لي أنت في محضر القدس الناطق . وقال لي أعرف حضرتي واعرف أدب من يدخل إلى حضرتي . وقال لي لا يصلح لحضرة العارف قد بنت سرائره قصورا في معرفته فهو كالملك لا يحب أن يزول عن ملكه . وقال لي لا يصلح لحضرتي العالم الرباني ، إنما قلبه أين أثبته أو نسبته قائم فإذا لم أنسبه تاه وإذا لم أثبته ماد وهو لا يقوم إلا باسمه أو علم اسمه . وقال لي إذا أتيتك اسما من أسمائي وكلمني به قلبك أوجدته بي لا بك كلمتني بما كلمته منك . وقال لي ليكلمني منك من كلمته وليحذر منك أن يكلمني من لم أكلمه . وقال لي إذا رأيتني وكنت من أهلي وأهل اسمي فحادثتك فذاك علم وتعرفت إليك فذاك علم فحصل بيني وبينك علم وحصل بينك وبين العلم يقين . وقال لي إذا رأيتني وأردتني وتحققت بي كانت المحادثة عندك وسوسة وكان التعرف عندك وسوسة . وقال لي ألفت بين كل حرفين بصفة من صفاتي فتكونت الأكوان بتأليف الصفات لها والصفة لا ينقال هي فعاله وبها تثبت المعاني وعلى المعاني ركبت الأسماء . وقال لي إذا جاءتك دواعي نفسك ولم ترني فقد جاءك لسان من ألسنة ناري فافعل كما يفعل أوليائي أفعل بك كما فعلت بأوليائي . وقال لي أذنت لك في أصحابك بأوقفني وأذنت لك في أصحابك بي عبد ولم آذن لك بأن تكشف عني ولا بأن تحدث بحديث كيف تراني . وقال لي هذا عهدي إليك فحفظه بي وأنا حافظه عليه وأنا حافظك فيه وأنا مسددك فيه .
صفحة ١٠٧