126

مطمع الأنفس ومسرح التأنس في ملح أهل الأندلس

محقق

محمد علي شوابكة

الناشر

دار عمار

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٠٣ هـ - ١٩٨٣ م

مكان النشر

مؤسسة الرسالة

وإنّي بحول الله راجٍ لِفَضْلِهِ ... ولي من ضمان الله خَيْرُ ضَمَانِ
ولست أُبالي من تباريح عِلّتي ... إذا كان عَقْلي باقيًا ولساني
وفي أيام إقلاعه عن صبوته، وارتجاعه عن تلك الغفلة وأوبته، وانثنائه عن الصِّبا والمجون إلى صفاء توبته، مَحَص أشعاره في الغزل بما ينافيها وقصّ من قوادِمَهَا وخَوافِيَها، بأشعارٍ في الزُّهد على أعاريضهَا وقَوافِيها، منها القطعة التي أولها:
هلاّ ابتكرت لبين أنت مُبْتَكِرُ
مَحَصها بقوله:
يا قَادِرًا ليس يَعْفو حينَ يَقْتَدرُ ... ماذا الذي بَعْدَ شَيْبِ الرأس تَنْتظِرُ
عَاينْ بِقَلْبكَ إنَّ العينَ غَافِلةٌ ... عن الحقيقةِ وأعلَمْ أنّها سَقَرٌ
سوداءُ تَزْفر من غيظ إذا سَعَرتْ ... للظالمين فلا تبقي ولا تَذَرُ
لو لم يكُنْ لكَ غَيرُ المَوْتِ مَوْعِظَةً ... لكانَ فيه عن اللذات مُزْدَجَرُ
أنت المقولُ له ما قُلْتُ مُبْتَدِئًا ... هلاّ ابتكرتَ لبين أنت مُبْتَكِرُ

1 / 275