[جواب سؤال ورد إلى المؤلف]
[أولا: السؤال]
وفي خلال وصولي إلى هذا المحل ورد إلي سؤال من بعض فضلاء السادة النعميين من دهناء تهامة لفظه: (أعز الله الإسلام ونفى عنه الجور والآثام بعناية سيدنا العلامة الإمام: الحسين بن الناصر نصر الله به الدين، وقطع بسيف عزمه حجج المبطلين، والسلام عليه ورحمة الله ما تعاقب النداء بالفلاح، وخفق في الجو ذوات الجناح وبعد:
فصدرت للتحية وللسؤال عن أحوالكم وقد صدئ القلب من بعدكم وألمه لا يزال، نسأل الله العافية، ولتعريفكم أنا وقفنا على كتاب لابن حجر يذكر أن المبتدعة يسبون الشيخين فضلا عن معاوية، وكلامه صدر إليكم، ومرادنا الجواب الشافي على الأحاديث التي رووها في فضله من أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: ((اللهم اجعله هاديا مهديا)) ونحوه، وأنه لا ذم يلحقه في تلك الحروب لمكان الاجتهاد؛ ولأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم دعا له فقال: ((اللهم علم معاوية الكتاب والحساب وقه العذاب)).
وما رواه لنفسه من حديث ((إذا وليت فأحسن)).
وما قاله كعب: من أنه ((لن يملك أحد من هذه الأمة ما ملك معاوية))، وفي إخباره بذلك قبل استخلافه دليل على أن خلافته منصوص عليها في بعض كتب الله.
وأما ما نسخه بعض المبتدعة من سبه فله أسوة بالشيخين فلا يلتفت إليه؛ لأنه لم يصدر إلا من قوم حمقى لا يبالي الله بهم في أي واد هلكوا إلى آخر ما قال، وما يقولون في نقض الحكم بلا سبب! هل يكون من الجور وينعزل به الحاكم! وهل يشترط في المتولي التمييز بين الحلال والحرام؟ وتحرم عليهم الهدية وتكون من الغلول؟ وكيف أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم نهى (أبا ذر) عن الولاية مع فضله؟ وأهل الزمان يتهافتون فيها تهافت الفراش: ((ومن ولى رجلا وهو يعلم أن غيره أفضل منه فقد خان الله)) هذا حديث صحيح.
صفحة ٩٠