### || (الثالث من فصول الباب)
[الترهيب من التقصير في الولاية]
أخرج أئمتنا والشيخان أنه صلى الله عليه وآله وسلم قال: ((كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته والرجل راع على أهل بيته وهو مسئول عن رعيته، والمرأة راعية على بيت زوجها وولده وهي مسئولة عنهم، وعبد الرجل راع على مال سيده وهو مسئول عنه، ألا فكلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته)).
وأخرج الترمذي في جامعه أن رجلا قعد بين يدي النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال: يا رسول الله، إن لي مملوكين يكذبونني ويخونونني ويعصونني، فأشتمهم وأضربهم فكيف أنا منهم؟ فقال صلى الله عليه وآله وسلم : ((بحسب ما خانوك وعصوك وكذبوك عقابك إياهم، فإن كان عقابك إياهم بقدر ذنوبهم كان كفافا لا لك ولا عليك، وإن كان عقابك إياهم دون ذنوبهم كان فضلا، وإن كان عقابك إياهم فوق ذنوبهم اقتص لهم منك الفضل، فتنحى الرجل وجعل يبكي ويهتف، فقال : أما تقرأ كتاب الله ?ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئا وإن كان مثقال حبة من خردل أتينا بها وكفى بنا حاسبين?[الأنبياء:47]، فقال الرجل: يا رسول الله، ما أجد لي ولهؤلاء شيئا خيرا من مفارقتهم، أشهدكم أنهم أحرار كلهم.
وعند أئمتنا وابن حبان عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: ((إن الله سائل كل راع عما استرعاه حفظ أم ضيع)).
وعند أئمتنا وأحمد، عن أبي أمامة، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: ((ما من رجل يلي أمر عشرة فما فوق ذلك، إلا أتى يوم القيامة مغلولا يده إلى عنقة، فكه بره أو أوثقه إثمه)).
وعند أئمتنا والطبراني، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم : ((من ولي شيئا من أمر المسلمين أتي به يوم القيامة حتى يوقف على جسر جهنم، فإن كان محسنا جاز وإن كان مسيئا انحرق به الجسر فهوى به سبعين خريفا)).
صفحة ٥٨