294

المطالع البدرية في المنازل الرومية

محقق

المهدي عيد الرواضيّة

الناشر

دار السويدي للنشر والتوزيع،أبو ظبي - الإمارات العربية المتحدة،المؤسسة العربية للدراسات والنشر

الإصدار

الأولى

سنة النشر

٢٠٠٤ م

مكان النشر

بيروت - لبنان

تصانيف

الجغرافيا
ولم أزل أرقب النجم أنّى سار، تارةً عن اليمين وأخرى عن اليسار، وطورًا في ارتفاع وحينًا في انحدار:
أرأيت ما قد قال لي نجم الدجى ... لما رأى طرفي يديم شهودا
حتام ترمقني بطرف ساهر ... أقصر فلست حبيبك المبعودا
واستمريت أرقب مواقع النُّجُوم، وأترصد ثواقب الرُّجُوم، وأنتظر ابتسام الليل بعد الوجوم، وهو لا يزداد إلاّ تماديًا، وكلّما استعجلته في السرى أراني تباطئًا، وكلّما رآني نشطًا ازداد توانيًا:
فمن كان يحمد ليلًا في تقاصره ... فإن ليلي لا يرجى له سحر
لا تسألوني إلاّ عن أوائله ... فإنّ آخر ليلي ما له خبر
فلم أزل أسارقه عقله، وأحاول منه غفلة، إلى أن مال ميلة، فاغتلته غيلة، وأبخسته كيله، ولم أعطه نيله (وجلت عليه جولة، ولم أبق له حيلة) فحينئذٍ أسرَجَ
خيله وشمّر للفرار ذيله:
وولت نجوم للثريّا كأنها ... خواتيم تبدو في بنان يد تخفى

1 / 314