301

مطالع الأنوار على صحاح الآثار

محقق

دار الفلاح للبحث العلمي وتحقيق التراث

الناشر

وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٣٣ هجري

مكان النشر

دولة قطر

معه اسمًا، وتكون زائدة بعد (لما)، وبمعنى: من أجل، كقول الشاعر:
لقَدْ عَلِمَ الضَّيْفُ (١) والمْمِلُونَ ... إذا اغْبَرَّ أفْقٌ وهَبَّتْ شَمَالًا
بِأَنْكَ رَبِيعٌ وَغَيْثٌ مَرِيعُ ... وَأنْكَ هُنَاكَ تَكُونُ الثِّمَالَا (٢)
قوله: "حَتَّى يَظَلَّ الرَّجُلُ إِنْ يَدْرِي كَمْ صَلَّي" (٣) بكسر الألف على النفي بمعنى: (ما) وكذا لجمهور الرواة في "الموطأ" وغيره، وضبطها الأصيلي وابن عبد البر في "الموطأ" بالفتح، وقال ابن عبد البر: هي رواية أكثرهم، قال: ومعناها: لا يدري (٤). وهذا ليس بشيءٍ، بل هو مفسد للمعنى؛ لأن (إنْ) المكسورة ها هنا بمعنى (ما) (٥) النافية، والجملة في موضع خبر: "يَظَلَّ"، وفي رواية ابن بُكَيْر والتنيسي: "لَا يَدْرِي" (٦) مفسرًا، وكذا لرواة مسلم في حديث قتيبة: "لَا يَدْرِي كَمْ صَلَّي" (٧) وعند العُذْرِيّ هنا: "مَا يَدْرِي" (٦) وكله بمعنىً واحد، وبالفتح إما أن تكون مع

(١) أشار في هامش (س) أن في نسخة: (المضيف).
(٢) ذكرهما الأزهري في "التهذيب" ١/ ٢٢٣، وابن الأنباري في "الإنصاف" ١/ ٢٠٧ لكن ذكر بينهما:
وَحَلَّتْ عَنْ أَوْلَادِهَا الْمُرْضِعَاتُ ... وَلَمْ تَرَ عَيْنٌ لِمُزْنٍ بِلَالَا
ونسبهما ابن طيفور في "بلاغات النساء" لجنوب أخت عمرو ذي الكلب.
(٣) "الموطأ" ١/ ٦٩ - ٧٠، البخاري (١٢٣١)، مسلم (٣٨٩، ٥٦٩) عن أبي هريرة.
(٤) "الاستذكار" ٤/ ٥٣.
(٥) في (س): (لم).
(٦) البخاري (٣٢٨، ١٢٢٢، ١٢٣٢، ٣٢٨٥).
(٧) مسلم (٣٨٩) من حديث أبي هريرة.

1 / 304