279

مطالع الأنوار على صحاح الآثار

محقق

دار الفلاح للبحث العلمي وتحقيق التراث

الناشر

وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٣٣ هجري

مكان النشر

دولة قطر

وفي مناقب سعد: "مَا أَسْلَمَ أَحَدٌ إِلَّا في اليَوْمِ الذِي أَسْلَمْتُ فِيهِ" (١) كذا في جميع النسخ، قال بعضهم: صوابه إسقاط: "إِلَّا"، ولم يقل شيئًا! بل صوابه إثباتها، أي: لم يسلم أحد قبل يوم إسلامي، ودليل ذلك: قوله بعد: "وَلَقَدْ بَقِيتُ سَبْعَةَ أَيَّامٍ وَإِنِّي لَثُلُثُ الإِسْلَامِ" يعني والله أعلم: النبي ﷺ وهو وأبو بكر، ولم يعتد بعلي؛ لصغره، ولا بخديجة؛ لأنها امرأة، ولا بزيد؛ لأنه كان مولىً، وإنما عد الرجال الأحرار البالغين (٢).
قوْلُهُ: "مَا سُقْتَ إِلَيْهَا" هكذا للأصيلي في فضائل الأنصار، وفي باب مؤاخاة النبي ﷺ بينهم (٣)، كذا للنسفي في باب فضائل الأنصار، وعند الباقين فيهما: "مَا سُقْتَ فِيهَا" (٤) وقد تأتي: (في) بمعنى: (إلى) كما قيل في: ﴿فَرَدُّوا أَيْدِيَهُمْ فِي أَفْوَاهِهِمْ﴾ [إبراهيم: ٩] أي: إلى أفواههم.
وفي غرماء والد جابر: "فَقَالَ عُمَرُ: أَلَّا يَكُونُ قَدْ عَلِمْنَا أَنَّكَ رَسُولُ اللهِ" (٥) بالفتح والتشديد، أي: إنا حققنا أمرك ولا نشك في بركتك وإجابة دعوتك فيها، إلاَّ ألَّا نكون نعلم أنك رسول الله، كما قال في الرواية الأخرى: "قَدْ عَلِمْتُ حِينَ مَشَى فِيهَا رَسُولُ اللهِ ﷺ أَنَّهُ يُبَارَكُ فِيهَا" (٦).
وفي باب الوكالة في قضاء الدين: "قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، إِلَّا أَمْثَلَ مِنْ

(١) البخاري (٣٧٢٧، ٣٨٥٨) عن سعد بن أبي وقاص.
(٢) في (س): (التابعين).
(٣) البخاري (٣٧٨٠) من حديث عبد الرحمن بن عوف، وانظر اليونينية ٥/ ٣٢، ورواه مالك في "الموطأ" ٢/ ٥٤٥ من حديث أنس.
(٤) البخاري (٣٧٨١، ٣٩٣٧) من حديث أنس.
(٥) البخاري (٢٦٠١) من حديث جابر.
(٦) البخاري (٢٣٩٦) من حديث جابر.

1 / 282