266

مطالع الأنوار على صحاح الآثار

محقق

دار الفلاح للبحث العلمي وتحقيق التراث

الناشر

وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٣٣ هجري

مكان النشر

دولة قطر

وفي باب الشهادة عند الحاكم في حديث أبي قتادة: "وقَالَ لِي عَبْدُ اللهِ بن صالح: فَقَامَ النَّبِيُّ ﷺ فَأَدَّاهُ إِلَيَّ" (١) كذا لأبي ذر الهروي والنسفي، ووقع عند الأصيلي: "إلى مَنْ لَهُ بَيِّنَةٌ" وكلاهما صحيح.
وفي حديث ابن عمر: "إِنَّكَ لَضَخْمٌ أَلّا تَدَعُنِي أَسْتَقْرِئُ لَكَ الحَدِيثَ؟ " (٢) كذا رويناه وقيدناه من طريق الأسدي بتشديد اللام وضم العين، أي: إن جفاءك وغباوتك يحملانك على العجلة؛ لتركك سماع حديثي، وقطعه عليَّ بقولك لي: "لَيْسَ عَنْ هَذَا أَسْأَلُكَ" (٢)، فأنت ضخم جافٍ؛ من أجل فعلك هذا؛ فتكون: "ألَّا" هاهنا بمعنى: هلَّا تدعني أتتبع لك الحديث سردًا. ورواه بعضهم: "أَلَا" مخففة، التي للعرض والتحضيض، وهو أبين.
وقوله: "إِلَّا يَشِفَّ فَإنَّهُ يَصِفُ" (٣) بكسر: "إلا"، أي: إن لم يكن يشف لصفاقته، أي: يبدي ما وراءه ويظهره، فإنه يصف ما تحته برقته وانضمامه على لابسه، أي: يظهر ما تحته من العورة، فيقوم ذلك مقام وصف الواصف لذلك.
وفي باب: من ملك من العرب رقيقًا: "قَالَ: أَنَا ابْنُ عَوْنٍ: كتَبْتُ إلى نَافِعٍ؛ فَكَتَبَ إِلَيَّ" (٤) كذا لأبي ذر والأصيلي وجمهورهم، ولبعضهم: "كَتَبَ

(١) البخاري (٧١٧٠).
(٢) مسلم (٧٤٩).
(٣) رواه عبد الرزاق في "المصنف" ٥/ ١٦٤ (٩٢٥٣)، و٧/ ٥١ (١٢١٤٢)، وابن أبي شيبة ٥/ ١٦٤ (٢٤٧٨٢، ٢٤٧٨٣، ٢٤٧٨٥)، والبيهقي ٢/ ٢٣٤ - ٢٣٥ من طرق عن عمر بن الخطاب، قوله. ورواه أيضًا ابن أبي شيبة (٢٤٧٨٤) عن ابن عباس، قوله.
(٤) البخاري (٢٥٤١).

1 / 269