مطالع الأنوار على صحاح الآثار
محقق
دار الفلاح للبحث العلمي وتحقيق التراث
الناشر
وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية
الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٣٣ هجري
مكان النشر
دولة قطر
تصانيف
علوم الحديث
الْهمْزَة مَعىَ الخَاءِ
قوله ﷺ: "تَأْخُذَ أُمَّتِي بِإِخَذِ القُرُون قَبْلَهَا" كذا ضبطه بعضهم جمع: إخْذَة، مثل: كِسْرَة وكِسَر، وكذا ذكره ثعلب، ومعناه الطرق والأخلاق، يقال: ما أخذ إِخْذَه، بالكسر، أي: ما قصد قصده، وإِخْذ القوم: طريقهم وسبيلهم.
وقال غيره: يقال: جاء بنو فلان، ومن أَخَذَ إِخْذَهُم وأَخْذَهُم وأُخْذَهُم، وقد ضبطه أكثر الرواة بفتح الهمزة وسكون الخاء (١)، أي: يسلكون سبيل القرون المتقدمة، ويفعلون أفعالهم، ويتناولون من الدنيا مثل ما تناولوا، وهذا كقوله: "لَتَسْلُكُنَّ سَنَنَ مَنْ قَبْلَكُمْ" (٢) وفي حديثٍ آخر في أهل الجنة: "وأَخَذُوا أَخَذَاتِهِم" (٣) أي: سلكوا طرقهم إلى درجاتهم، وحلوا محالهم، وقد يكون معناه: حَصَّلُوا كرامة ربهم، وحاذوا ما أعطوا منها.
قوله: "يُؤَخَّذُ عَنِ امْرَأَتِهِ" (٤) أي: يحبس عنها فلا يقدر على جماعها، والأُخذة: رقية الساحر، وأصله من الربط والشد، ومنه سمي الأسير: أخيذًا، ومنه قوله تعالى: ﴿وَخُذُوهُمْ﴾ [التوبة: ٥]، أي: ائسروهم.
(١) البخاري (٧٣١٩) من حديث أبي هريرة.
(٢) رواه الطبراني ١٧/ (٣)، والحاكم في "المستدرك" ١/ ١٢٩ وضعفه - عن عمرو بن عوف المزني، بهذا اللفظ. ورواه البخاري (٣٤٥٦، ٧٣٢٠)، مسلم (٢٦٦٩) من حديث أبي سعيد الخدري، بلفظ: "لَتَتَّبِعُنَّ".
(٣) مسلم (١٨٩) عن المغيرة بن شعبة.
(٤) البخاري قبل حديث (٥٧٦٥) معلقًا عن قتادة.
1 / 208