185

مطالع الأنوار على صحاح الآثار

محقق

دار الفلاح للبحث العلمي وتحقيق التراث

الناشر

وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٣٣ هجري

مكان النشر

دولة قطر

قوله: "طَرِيقٌ مِيتَاءُ" (١) مهموز ممدود، يعني: الموت؛ لأن الناس كلهم يسلكونها، وقد تسهل، ومعناه: كثيرة السلوك عليها، مفعال من الإتيان.
قال أبو عبيد (٢): وبعضهم يقول: "طَرِيقٌ مَأْتِيٌّ": أي: يأتي عليه الناس، وهو صحيح أيضًا (٣).
وفي حديث أَكْلِ الثُّوْمِ: "وكَانَ رَسُول اللهِ ﷺ يُؤْتَى" (٤) وتم الحديث في رواية بعضهم ولم يذكر ما الذي يؤتى (٥)، وزاد في رواية: "بِالْوحْيِ" وفي أخرى: "يعني: يَأْتِيهِ جِبْرِيلُ" وهو معناه ها هنا.
تَنْبِيهٌ عَلَى وهْمٍ
في كتاب التَفْسِيرِ من البخاري: ﴿ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا﴾ [فصلت: ١١]: "أَيْ: أَعْطِيَا" ﴿قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ﴾ [فصلت: ١١]: "أَيْ: أَعْطيا" (٦).
قُلْتُ: وليس هذا من باب الإعطاء، لكن من باب المجيء والانفعال للوجود بدليل الآية نفسها؛ ولذلك فسر المفسرون: جِيئَا بِمَا خَلَقْتُ فيكُمَا

(١) البخاري (٢٤٧٣) من حديث أبي هريرة، وفيه: "الطَّرِيقُ الْمَيْتَاءُ"، وسقطت لفظة: "الميتاء" عند غير واحدٍ من الرواة. انظر اليونينية ٣/ ١٣٥.
(٢) هو القاسم بن سلَّام بن عبد الله صاحب "غريب الحديث" وغيره من التصانيف، الإمام الحافظ المجتهد ذو الفنون، توفي سنة أربع وعشرين ومائتين. انظر ترجمته في: "وفيات الأعيان" ٤/ ٦٠، "تهذيب الكمال" ٢٣/ ٣٥٤ (٤٧٩٢)، "تاريخ الإِسلام" ١٦/ ٣٢٠ (٣٣٠).
(٣) "غريب الحديث " ٢/ ٢٠٥.
(٤) مسلم (٢٥٠٣/ ١٧١) من حديث أبي أيوب.
(٥) في (د، أ): (يأتي).
(٦) البخاري بعد حديث (٤٨١٥) عن ابن عباس معلقًا.

1 / 188