173

مطالع الأنوار على صحاح الآثار

محقق

دار الفلاح للبحث العلمي وتحقيق التراث

الناشر

وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٣٣ هجري

مكان النشر

دولة قطر

وفي حديث قَتْلِ أُبَيِّ بْنِ خَلَفٍ: "ثُمَّ أَبَوْا حَتَّى يَتْبَعُونَا" (١) كذا للأصيلي، ولغيره: "ثُمَّ أَتَوْا" وكلاهما له وجه. قوله: "إِذَا صِيحَ بِنَا أَبَيْنَا" (٢) كذا للأصيلي والسجزي (٣) بباءٍ من الإباية، ولغيرهما: "أَتَيْنَا" (٤) بتاءٍ من الإتيان، وكلاهما صحيح، أي: إذا صيح بنا لفزعٍ أو حادثٍ أتينا الداعي وأجبناه، أو أقدمنا على عدونا ولم يَرُعنا صياحه (٥)، كما قال ﷺ في صفة الرجل المجاهد: "إِذَا سَمِعَ هَيْعَةً طَارَ إِلَيْهَا" (٦). ومَنْ رَواهُ: "أَبَيْنَا" بباءٍ مفردةٍ، فمعناه: أبينا الفرار وأنفنا منه وثبتنا للعدوِّ، وبالتاء من الإتيان أوجه؛ لأن في بقية الرجز: "وإِنْ أَرَادُوا فِتْنَةً أَبَيْنَا" (٧) وتكرار الكلمة على القرب عيبٌ في الشعر معلوم. قوله: "إِنَّ الأُلَى قَدْ أبَوا عَلَيْنَا" من الإباية، كذا لأكثر الرواة في حديث مسلم (عن ابن مثنى) (٨).

(١) البخاري (٢٣٠١) عن عبد الرحمن بن عوف. (٢) البخاري (٤١٩٦) من حديث سلمة بن الأكوع. (٣) هو عبد الأول بن عيسى بن شعيب بن إبراهيم بن إسحاق، أبو الوقت السجزي، ثم الهروي الماليني، الشيخ الإمام الزاهد الخيّر الصوفىِ شيخ الإِسلام، مسند الآفاق، سمع "الصحيح" من الداوودي، توفي سنة ثلاث وخمسين وخمسمائة. انظر ترجمته في: "المنتظم" ١٠/ ١٨٢، "وفيات الأعيان" ٣/ ٢٢٦، "سير أعلام النبلاء" ٢٠/ ٣٠٣ (٢٠٦). (٤) هي رواية أبي ذر الهروي عن المستملي والكشميهني "اليونينية" ٥/ ١٣١. (٥) في هامش (س) إشارة أن في نسخة: (صياح العدو)، وهو ما في (د، أ، ظ). (٦) رواه مسلم (١٨٨٩) من حديث أبي هريرة. (٧) البخاري (٢٨٣٧) من حديث البراء. (٨) مسلم (١٨٠٣)، وما بين القوسين ساقط من (د، أ، ظ).

1 / 176