162

مطالع الأنوار على صحاح الآثار

محقق

دار الفلاح للبحث العلمي وتحقيق التراث

الناشر

وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٣٣ هجري

مكان النشر

دولة قطر

"أَبْهَر" (١) الأبهر: عرق بمكتنف الصُّلبِ، وهما أبهران، وكأن أصله من البهرة وهي وسط كل شيء، أو من البهر وهو الغلبة، ورجل شديد الأبهر، أي: الظهر، فسميا بذلك لشدهما للظهر وغلبتهما عليه كما قال الشاعر: وَتَرْكَبُ يَوْمَ الرَّوْعِ مِنَّا (٢) فَوَارِسٌ ... بَصِيرُونَ (٣) في طَعْنِ الأبَاهِرِ وَالكُلَى (٤) وإنما ذكرنا الأبهر ها هنا؛ للزوم الهمزة له بكل حال، وإن كانت مزيدة في أوله (٥). قول عائشة ﵂ في حَفْصَةَ ﵂: "وكَانَتْ بِنْتَ أَبِيهَا" (٦) أي: شبيهة به في حدَّة الخُلُق والعجلة في الأمور، وقيل: في قوة النفْس والمبادرة إلى تعرُّف ما يُجهل من غير ضَعفٍ ولا تأنٍّ. قوله: "نَأْبُنُهُ بِرُقْيَةٍ" (٧) قيده بضم الباء والتخفيف لا غير (٨)، أي: نتهمه

(١) البخاري (٤٤٢٨) من حديث عائشة، وفيه: "وَجَدْتُ انْقِطَاعَ أَبْهَرِي مِنْ ذَلِكَ السَّمِّ". (٢) في (س، ظ): (فينا). (٣) كتب فوقها في (س): (يصيبون). (٤) في (س): (الكلل). والبيت نسبه غير واحد لزيد الخيل. انظر: "أدب الكاتب" (ص. ٤٠)، "المخصص" ٤/ ٢٣٩. (٥) قلت: يشير المصنف ﵀ إلى أن بعضهم قد يورد هذا في مادة: (بهر)، وهذا هو صنع القاضي عياض في "مشارق الأنوار" ١/ ٢٧٦. (٦) "الموطأ" ١/ ٣٠٦. (٧) البخاري (٥٠٠٧) من حديث عن أبي سعيد الخدري. (٨) ورد بهامش (د): (وفي "الصحاح" بضم الباء وكسرها).

1 / 165