مشيخة
محقق
محمد محفوظ
الناشر
دار الغرب الإسلامي
الإصدار
الثالثة
سنة النشر
٢٠٠٦ م
مكان النشر
بيروت
انْطَلِقْ، فَإِنِّي قَدْ كَثَّرْتُ أَنْ أَسْتَغْفِرَ لأَهْلِ الْبَقِيعِ، قَالَ: فَخَرَجَ وَخَرَجْتُ
مَعَهُ حَتَّى إِذَا جَاءَهُمْ اسْتَغْفَرَ لَهُمْ طَوِيلا قَائِمًا وَقَاعِدًا ثُمَّ قَالَ ...: لِيَهْنِكُمْ مَا أَصْبَحْتُمْ فِيهِ مِمَّا أَصْبَحَ فِيهِ النَّاسُ، أَقْبَلَتِ الْفِتَنُ كَقِطَعِ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ، يَتْبَعُ آخِرُهَا أَوَّلَهَا، الآخِرَةُ شَرٌّ مِنَ الأُولَى.
يَا أَبَا مَوْهِبَةَ: إِنِّي قَدْ أُعْطَيتُ خَزَائِنَ الدُّنْيَا وَالْخُلْدَ فِيهَا، ثُمَّ خُيِّرْتُ بَيْنَ ذَلِكَ وَالْجَنَّةِ، وَبَيْنَ لِقَائِي رَبِّي وَالْجَنَّةِ.
فَقُلْتُ: بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي، خَذْ خَزَائِنَ الدُّنْيَا وَالْخُلْدَ فِيهَا بِالْجَنَّةِ فَقَالَ: لا وَاللَّهِ يَا أَبَا مَوْهِبَةَ، لَقَدِ اخْتَرْتُ لِقَاءَ رَبِّي ﷿ وَالْجَنَّةَ عَلَى ذَلِكَ.
فَرَجَعَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ وَاشْتَكَى بَعْدَ ذَلِكَ بَأَيَّامٍ.
كَانَتْ شَيْخَتُنَا هَذِهِ خَالَةَ شَيْخِنَا أَبِي الْفَضْلِ بْنِ نَاصِرٍ.
وَكَانَتْ خَيِّرَةً، وَتُوُفِّيَتْ فِي رَجَبٍ سَنَةِ أَرْبَعٍ وَثَلاثِينَ وَخَمْسِ مِائَةٍ.
الثَّالِثَةِ
أَخْبَرَتْنَا شُهْدَةُ بِنْتُ أَحْمَدَ بْنِ الْفَرَجِ بْنِ عُمَرَ الإِبَرِيِّ، بِقِرَاءَتِي عَلَيْهَا فِي صَفَرٍ سَنَةِ سَبْعٍ وَخَمْسِينَ وَخَمْسِ مِائَةٍ، فَقَالَتْ: أنا أَبُو مُحَمَّدٍ جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ السَّرَّاجُ، قَالَ: أنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ
1 / 201