ثامنا: وهو أن لا تكون في زمن نقض العادة كزمن طلوع الشمس من مغربها، وخرج بذلك ما يقع من الدجال كأمره للسماء أن تمطر فتمطر وللأرض أن تنبت فتنبت، وقد نظم بعضهم أقسام الأمر الخارق للعادة فقال:
إذا ما رأيت الأمر يخرق عادة = فمعجزة أن من نبي لنا صدر
وإن بان منه قبل وصف نبوة= فالإرهاص سمه تتبع القوم في الأثر
وإن جاء يوما من ولي فإنه الكر=امة في التحقيق عند ذوي النظر
وإن كان من بعض العوام صدوره= فكنوه حقا بالمعونة واشتهر
ومن فاسق إن كان وفق مراده=يسمى بالاستدراج فيما قد استقر
وإلا فيدعى بالإهانة عندهم=وقد تمت الأقسام عند الذي اختبر
وزاد بعضهم السحر وقيل أنه ليس من الخوارق لأنه معتاد عند تعاطي أسبابه انتهى.
(قوله تفضلا) أي إعطاء غير ناشئ عن وجوب عليه تعالى كما تقول المعتزلة، ولا عن إيجاب كما تقول الفلاسفة، وانتصب على أنه حال من معجزات تقديره متفضلا بها عليهم.
(قوله بمعجزات) جمع معجزة بالمعنى المتقدم ذكره وإنما جمع المعجزات مع أنه يكفي لكل رسول معجزة واحدة من باب مقابلة الجمع بالجمع وذلك أنه جمع الرسل فقابلهم بجمع المعجزات، كقولك لبس القوم ثيابهم أي لبس كل واحد منهم ثوبه المختص به (قوله تبطل التقولا) أي تلك المعجزات تسقط تقول المعارض وذلك التقول تكذيبهم الرسل وزعمهم أنهم يقدرون على الإتيان بمثل ما جاؤوا به كما وقع مثل ذلك لفرعون مع موسى عليه السلام حيث قال: ((فلنأتينك بسحر مثله))(5) وكما وقع لكذاب اليمامة في وضعه سجعات يزعم أنها أوحيت إليه يريد بها معارضة الكتاب العزيز، فبقيت أضحوكة عليه إلى يوم القيامة.
صفحة ٧