( والرابع) محمد وهو أحمد صلى الله عليه وسلم (والأجداد) منهم ثلاثة آدم لأنه أبو البشر ونوح لأنه لم يبق نسل بعد الطوفان إلا له وإبراهيم لأن الله تعالى سماه أبا لأنه أبو العدنانيين من قريش وغيرهم وهو أبو رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمة الرسول في حكم أولاده وما ورد في بعض كتب أصحابنا المغاربة من أن أربعة منهم أحياء إلى الآن اثنان منهم في السماء وهما إدريس وعيسى واثنان في الأرض وهما الخضر والياس فهو من الممكن وقوعه، لكن لا يتوصل إلى ذلك إلا بتوقيف من الشارع ولم يصل إلينا خبر في ذلك فلعل القائل بذلك قد اطلع على ما لم نطلع عليه فنحسن به الظن ويسعنا جهل ما ذكر (قوله فالأنبياء) جمع نبي فعيل بمعنى مفعول من النبأ الذي هو الخبر، بمعنى أن جبريل أخبره عن أمر الله تعالى أو بمعنى فاعل لأنه مخبرنا عن أمر الله تعالى أو من النبوة بمعنى الرفعة لأن الله رفع رتبته أو لأنه سبب رفعة أمته إذ ما من أحد نال رفعة إلا وسببها نبيه لأن من لم يتبع النبي فلا رفعة له أصلا، لكن هذا المعنى مختص بالرسل لأنهم هم الذين وجب إتباعهم وما قبله من المعاني مشترك بين الأنبياء والرسل، فإن النبي مخبر عن الله أنه نبي وقد تقدم تعريف كل واحد من النبي والرسول في شرح الخطبة وعدد الأنبياء مائة ألف وأربعة وعشرون ألفا كلهم أحرار خلافا لمن قال بنبوة عبد كلقمان، فإنه نوبي لأنا نقول: إن ثبت أنه نوبي لم يثبت أنه مملوك هذا مع الخلاف في ثبوت نبوته وكلهم من أهل القرى خلافا لمن قال بنبوة من لم يكن منها مستدلا بقوله تعالى ((وجاء بكم من البدو))([14]) وجوابه أن البدو في بعض التفاسير مكان وجواب آخر أنهم لم يكونوا في الأصل من البدو، وإنما حدثوا إليهم فجاوروهم وكلهم ذكور عند بعض مستدلا بقوله تعالى ((وما أرسلنا من قبلك إلا رجالا نوحي إليهم))([15]) أقول وليس في هذا دليل على حصر النبوة في الرجال، وإنما هم دليل على قصر الرسالة عليهم ولذا قال ابن حجر: ([16]) ومن النساء من تنبأ وهن ست: حواء وسارة وهاجر ومريم وأم موسى وآسية امرأة فرعون، وعن غيره وقد وقع الاختلاف في نبوة أربع نسوة مريم وآسية وسارة وهاجر (قوله ذوو المقام الأكمل) أي أصحاب المقام الكامل عند الله تعالى بأن خصهم بالإيحاء إليهم واصطفاهم من بين سائر خلقه.
---------------------------------------------------------------------- -----
[1] - الحديث رواه البخاري في كتاب أحاديث الأنبياء 3414 عن أبي هريرة بلفظ (لا تفضلوا بين أولياء الله فإنه ينفخ في الصور فيصعق من في السماوات ومن في الأرض الخ)
[2] - سورة الأنعام آية رقم 90.
[3] - الحديث رواه الترمذي في المناقب 1 والدرامي في المقدمة 8.
[4] - الحديث رواه ابن ماجة في كتاب الزهد 37 باب ذكر الشفاعة 4308، عن أبي نظرة عن أبي سعيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وذكره وفيه زيادة (وأنا أول من تنشق الأرض عنه يوم القيامة ولا فخر، وأنا أول شافع وأول مشفع ولا فخر، ولواء الحمد بيدي يوم القيامة ولا فخر).
ورواه الترمذي في التفسير سورة 17، 18 وأحمد بن حنبل في المسند 1، 5، 281، 295، 3: 2، 114، 5: 137، 138، 393 (حلبي).
[5] - الحديث رواه الإمام البخاري في كتاب أحاديث الأنبياء 35 باب قول الله تعالى (وإن يونس لمن المرسلين - إلى قوله - فمتعناهم إلى حين) سورة الصافات آية رقم 139، 3416 عن سعيد بن إبراهيم سمعت حميد بن عبد الرحمن عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم وذكره ولفظه عند البخاري (لا ينبغي لعبد أن يقول: أنا خير من يونس بن متى).
[6] - سبق تخريج هذا الحديث.
[7] - سورة النحل آية رقم 123.
[8] - سورة البقرة آية رقم 135.
[9] - سورة النساء آية رقم 164.
[10] - سورة طه آية رقم 41.
صفحة ٣٠