(مقرونة دعواهم تفضلا= بمعجزات تبطل التقولا)
(قوله ثم من الجائز) أي العقلي المعبر عنه بالإمكان الخاص المنافي للوجوب والاستحالة أي من الجائز في حقه تعالى بعث الرسل الخ لا من الواجب عليه تعالى خلافا للمعتزلة والفلاسفة، ولا من المستحيل عليه خلافا للبراهمة(1) والسمنية (2) ونحوهم، أما المعتزلة فأوجبوا بعثة الرسل على الله تعالى لأن صلاحية أمر المعاش والمعاد متوقفة على وجودهم، فلا يتم نظامها إلا بهم، وهو مبني على مذهبهم الفاسد بوجوب رعاية الأصلحية على الله تعالى ووجوب مراعاة الأصلحية مبني على قولهم بتحكيم العقل ورد الشرع إليه وقد تقدم إبطاله. (وأما الفلاسفة) فقد أوجبوا ذلك على الله تعالى بطريق العلة والطبيعة، وبطلان مذهبهم ظاهر لأن الله تعالى هو الصانع المختار لا العلة ولا الطبيعة.
(وأما) القائلون باستحالة البعثة فمنهم من ذهب أنها مستحيلة لذاتها لاحتمال أن يكون ذلك الخبر الذي جاء إلى هذا البشر إنما هو من إلقاء الجن إليه.
وأجيب بأنه يخلق الله في البشر الموحى إليه علما يدرك به أن ذلك الخبر من عند الله تعالى لا من عند الجن والشياطين.
(ومنهم) من زعم أنها مستحيلة لاستحالة التكليف مع إمكانها في نفسها (ومنهم) من زعم أنها مستحيلة لاستحالة خرق العادة عقلا وأجيبوا بأن خرق العادة ليس هو بأشد من إبداء خلق السماوات والأرض. (ومنهم) من قال بجوازها وأنكر وقوعها وأجيبوا بوجود المعجزات الدالة على وقوع النبوة حيث لا معارض.
(قوله: بعث الرسل) أي إرسال الرسل إلى الخلق مبشرين ومنذرين مقرونين بالمعجزة الدالة على صدقهم وكذلك أيضا من الجائز عليه تعالى الإيحاء إلى نبي لم يأمره بالتبليغ فيختص باسم النبي دون الرسول لما سيأتي من الفرق بينهما.
صفحة ٤