وكان - ﵀ - مع ما ذكرنا عنه من الفضل والعلم، شديد الغيرة على حرمات الإسلام والدين، أمارا بالمعروف نهاءا عن المنكر، لا تأخذه في الله لومة لائم، وقد أكرمه الله تعالى بالشهادة سنة ألف ومائتين وثلاث وثلاثين من الهجرة، وذلك عندما وشى به بعض المنافقين، إلي إبراهيم بن محمد علي باشا، عندما إ ستولى على مدينة الدرعية سنة ألف ومائتين وثلاث وثلاثين، فأحضره إبراهيم باشا، وتكلم عليه وأنبه تأنيا شديدا، وأحضر آلات اللهو والمنكر١ بين يديه إغاظة له، ثم أخرجه إلي المقبرة وأمر الجند أن يطلقوا عليه رصاص بنادقهم دفعة واحدة، فأطلقوه عليه فمزق جسمه وفاضت ٢ روحه إلي ربه تشكو الظلم، فنعوذ بالله من هذه الوحشية، والقسوة المجردة عن الإنسانية والرحمة.
ونسأل الله أن يتغمد ذلك الشيخ الصابر المجاهد بالرحمة والغفران، وأن يجعله مع الصديقين والشهداء والصالحين، وحسن أولئك رفيقا وصلي الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
_________
١ ذكر غير واحد من مؤرخي الخروب الوقائع النجدية المصرية. أن إبراهيم باشا بن محمد علي باشا أخذ معه في غزوه للحجاز ونجد المغنيات وأخذ معه جميع آلات اللهو من المعازف والمنكرات واستصحب معه بعض الضباط الفرنسيين الماجنين، الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر. هذا وقد ذكر الشيخ عبد الرحمن بن حسن بن شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب في كتابه الذي سماه "المقامات" بالحرف الواحد ما نصه / فأنتهي الأمر إلي الصلح وأعطاهم العهد والميثاق - يعني بذلك إبراهيم باشا - على ما في البلد من الرجال والمال. حتى الثمرة التي على النخل. لكن لم يف لهم بما صالحهم عليه لكن الله وفي شره عن أناس في قلبه عليهم حنانه - أي حنق - بلغة أهل نجد الدارجة بسبب أناس من أهل نجد. يكتبون فيهم عنده فكف الله يده ويد العسكر وغدروا بسليمات بن عبد الله هو الشيخ المترجم له – وابن كثير عبد الله وآل سو يلم بسبب البغدادي الخبيث. حداه عليهم فاختار الله لهم / انتهى كلام الشيخ عبد الرحمن بن حسن. ونحن لا ندري من هو هذا البغدادي الذي أثر على إبراهيم باشا هذا التأثير. وأملى عليه هذه الشدة والقسوة المجردة عن الإنسانية والرحمة وليت أن الشيخ عبد الرحمن ذكر اسم هذا البغدادي. ولقبه وعرفه لنا.
٢ وليس له ﵀ اليوم عقب.
1 / 31