[ 49 ] رأيت عليا توضأ ومسح على نعليه فوسع ثم قال : لولا أني رأيت رسول الله A فعل كما رأيتموني فعلت لرأيت أن باطن القدمين أحق بالمسح من ظاهرهما ( 1 ) 11 - وروى ابن خزيمة من طريق عبد خير عن علي Bه أنه دعا بكوز من ماء ثم توضأ وضوءا خفيفا ومسح على نعليه ( 1 ) ثم قال : هكذا وضوء النبي A للطاهر ما لم يحدث ( 3 ) . وتبعه ابن حبان على ذلك وقال في حديث أوس المتقدم : هذا كان في النفل ( 4 ) ( 1 ) قلت : في إسناده عند الدارمي ( 1 / 181 ) أبو إسحاق وهو السبيعي وهو ليس مع اختلاطه وقد رواه عن عبد خير معنعنا وخالفه خالد بن علقمة الهمداني - وهو ثقة - فرواه عن عبد خير بلفظ غسل رجله اليمنى ثلاثا ورجله الشمال ثلاثا . أخرجه أبو داود وغيره . إسناده صحيح وصححه ابن حبان ( رقم 150 - موارد ) وقد خرجته في ( صحيح أبي داود )
( 2 ) الأصل : ( رجليه ) والتصحيح من ( صحيح ابن خزيمة )
( 3 ) قلت : في إسناده عن ابن خزيمة ( 200 ) متروك لكنه قد توبع كما بينته في التعليق عليه وقد أخرجه ابن خزيمة في ( صحيحه ) ( 202 ) وكذا النسائي وابن حبان من طريق أخرى عن علي لكنه قال : ( رجليه ) مكان ( نعليه ) وقد عرفت بأوله ( 152 ) وإسناده صحيح على شرط البخاري وقد أخرجه في ( صحيحه ) - الأتربة - لكنه لم يصرح بالمسح
( 4 ) قلت : يعني أن هذا الوضوء كان نفلا غير واجب لأنه لم يكن من حدث يدل عليه ما ترجم به ابن خزيمة للحديث فقال : ( باب ذكر الدليل على أنه مسح النبي A على النعلين كان في وضوء متطوع به لا في وضوء واجب عليه من حدث يوجب الوضوء )
قلت : ما ترجم به للحديث واضح لا غبار عليه ولكن قد صح عن علي Bه أنه مسح على نعليه في الوضوء الواجب بعد الحدث كما يأتي فيجب حينئذ فهم هذا الحديث أنه للطاهر لا لأنه مسح على النعلين وإنما لأنه توضأ وضوءا خفيفا ويؤيده أن في الطريق الأخرى ( أنه مسح وجهه وذراعه ) فهذا المسح لا يجوز في الفرض قطعا فهو الذي عناه بقوله : هكذا وضوء رسول الله A للطاهر . . . وكيف يجوز حمله على المسح على النعلين وقد ثبت عن النبي A من وجوه عديدة دون تفريق بين النفل والفريضة . بل ثبت ذلك عن راوي الحديث نفسه في الفرض نصا وهو ما أخرجه الطحاوي في ( شرح المعاني ) ( 1 / 97 ) بسند صحيح عن أبي ظبيان أنه رأى عليا Bه بال قائما ثم دعا بماء فتوضأ ومسح على نعليه ثم دخل المسجد فخلع نعليه ثم صلى . وأخرجه عبد الرزاق في ( المصنف ) ( 783 - 784 ) وابن أبي شيبة أيضا ( 1 / 190 ) والبيهقي ( 1 / 288 ) من طرق عن أبي ظبيان وهو الجنبي كما في رواية لعبد الرزاق واسمه حصين بن جندب الكوفي وهو ثقة من رجال الشيخين وقد تابعه غير واحد عن علي مختصرا في ( المصنفين )
صفحة ٥٠