195

مصارع العشاق

الناشر

دار صادر

مكان النشر

بيروت

أم جعفر، فكتب إليها قصةً يخبرها فيها بخبره وحاله، فأمرت أن تشترى له، فبينا هو يتنحز ذلك إذ خرجت جارية من القصر فقالت: أين هذا العاشق؟ فأومأ لها إليه، فقالت: أنت عاشق وبينك وبين من تحب الجسور والمفوز والقناطر، ولا تدري ما يكون؟ قال: صدقت، وقام من مجلسه مبادرًا، فاكترى بغلًا، فمات يوم دخوله الكوفة. ما لليالي وما لي أنشدني أبو عبد الله الحسين بن عبد الله بن الشويح الأموي الفقيه بمصر لنفسه: ما لليالي وما لي ... يَطلُبنَ روحي وما لي. قد جِئنَني بخَلوبٍ ... لم تمضِ يوْمًا ببالي. لمّا عَرَقنَ عِظامي ... سألنَني كيفَ حالي. فقلتُ قوْلًا وجيزًا: ... الحالُ مني بحالي. يا جارة الحي ولي من ابتداء قصيدةٍ نظمتها بالشام في بني أبي عقيل، ﵏: ألا هل لمَن أضْنَاهُ حبّكِ إفرَاقُ ... وهل للديغِ البَينِ عندكِ دِرْياقُ. وَهَل لأسيرٍ سامَه قتلَ نفسِه ... هوَاكِ، وقدْ زُمّتْ ركابُكِ، إطلاقُ.

1 / 206