بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله على ما بصرنا من حكمته، وهدانا إليه من سبيل رحمته، ويسر لنا من طاعاته (1)، ومن به علينا من فوائده لدوام نعيمه (2) في جنته، وصلى الله على صفوته من بريته محمد والأئمة الطاهرين من عترته وسلم كثيرا (3).
أما (4) بعد: فقد وقفت أيدك الله تعالى على ما ذكرت من الحاجة إلى مختصر في تاريخ أيام مسار الشيعة وأعمالها، من القرب في الشريعة، وما خالف في معناه، ليكون الاعتقاد بحسب مقتضاه، ولعمري إن معرفة
صفحة ١٧
هذا الباب (1)، من حلية أهل الإيمان، ومما يقبح إغفاله بأهل الفضل والإيمان.
ولم يزل الصالحون من هذه العصابة - حرسها الله - على مرور الأوقات يراعون هذه التواريخ، لإقامة العبادات فيها، والقرب بالطاعات، واستعمال ما يلزم العمل به في الأيام، (2) المذكورات، وإقامة حدود الدين في فرق ما بين أوقات المسار والأحزان.
وقد كان بعض مشايخنا من أهل النقل - وفقهم الله - (3) رسم في هذا المعنى طرفا يسيرا لم يأت به على ما في النفس من الإيثار، وأخل بجمهور ما يراد العمل منه (4) لما كان عليه من الاختصار، وأنا بمشيئة الله وعونه، مثبت في هذا الكتاب، أبوابا تحتوي على ما سلف مما (5) ذكرناه، وتتضمن من الزيادة ما يعظم الفائدة به لمن تأمله وتبينه وقرأه، (6) فإذا (7) انتهيت في كل فصل منه إلى ذكر الأعمال، شرحت منها ما كان القول مفيدا له على الإيجاز، وبينت عن كل عمل أعرب (8) الخبر عنه
صفحة ١٨
بالشرح والتفصيل، وأجملت منه أكثرا) القول [مخافة الإملال بالتطويل] (2)، ليزداد الناظر لنفسه في استخراجه من الأصول، إذا وقف على صفته (3) بفحوى النطق به والدليل بصيرة.
وأقدم فيما أرتبه من ذكر الشهور شهر رمضان، لتقدمه في محكم القرآن، ولما فيه من العبادات والمقربات (4)، ولكونه عند آل الرسول عليه وعليهم السلام أول الشهور في ملة الاسلام (5)، وبرهان حصول الأشهر الحرم جميعا في كل سنة على ما قرره التبيان، واتفق عليه جملة (6) الأخبار، من انفراده رجب، واتصال ما عداه منها من غير تباين ولا (7) انفصال، وتعدد وجودها في سنة واحدة على خلاف هذا النظام (8).
واتبع القول فيما يليه (9) من الأشهر على الاتساق إلى خاتمة ذلك على التمام، وبالله أستعين.
صفحة ١٩
شهر رمضان هذا الشهر سيد الشهور على الأثر المنقول عن سيد المرسلين صلى الله عليه وآله (1).
وهو ربيع المؤمنين (2)، بالخبر الظاهر عن العترة الصادقين عليهم السلام، وكان الصالحون يسمونه المضمار.
وفيه تفتح أبواب الجنان، وتغلق أبواب النيران، وتصفد مردة الشياطين، وقد وصفه الله تعالى بالبركة في الذكر الحكيم (3)، وأخبر بإنزاله فيه القرآن المبين، وشهد بفضل ليلة منه على ألف شهر يحسبها العادون (4).
صفحة ٢٠
فأول ليلة منه يجب فيها النية (1) للصيام.
ويستحب استقبالها بالغسل عند غروب (2) الشمس، والتطهر (3) لها من الأدناس، وفي أولها دعاء الاستهلال عند رؤية الهلال (4)، وفيها الابتداء بصلاة نوافل ليالي شهر رمضان، وهي ألف ركعة من أول الشهر إلى آخره بترتيب معروف في الأصول عن الصادقين من آل محمد، (5) عليهم السلام (6).
ويستحب فيها الابتداء بقراءة جزء من القرآن، يتلى من بعده إلى آخره ثلاث مرات على التكرار.
ويستحب فيها أيضا مباضعة النساء على الحل دون الحرام، ليزيل الانسان بذلك عن نفسه الدواعي إلى الجماع في صبيحتها من النهار،
صفحة ٢١
ويسلم له صومه على الكمال. وفيها دعاء الاستفتاح، وهو مشروح في كثير من الكتب في كتاب الصيام (1).
أول يوم من شهر رمضان فرض فيه نية فرض، (2) الصيام، وبعد صلاة الفجر فيه دعاء مخصوص، موظف، مشهور عن الأئمة من (3) آل محمد عليهم السلام.
وفي السادس منه أنزل الله التوراة على موسى بن عمران عليه السلام (4).
وفيه من، (5) سنة إحدى ومئتين للهجرة (6) كانت البيعة لسيدنا أبي الحسن علي بن موسى الرضا عليه السلام (7). وهو يوم شريف يتجدد فيه سرور المؤمنين، ويستحب فيه الصدقة والمبرة للمساكين، والاكثار لشكر الله عز اسمه على ما أطهر فيه من حق آل محمد عليهم السلام، وإرغام المنافقين.
وفي اليوم العاشر منه سنة عشر من البعثة، وهي قبل الهجرة بثلاث
صفحة ٢٢
سنين توفيت أم المؤمنين خديجة بنت خويلد (1) رضي الله عنها وأسكنها جنات النعيم (2).
وفي اليوم (3) الثاني عشر نزل الإنجيل على عيسى بن مريم عليه السلام (4).
ويوم (5) المؤاخاة الذي (6) آخى فيه النبي (7) صلى الله عليه وآله بين صحبه، وآخى بينه وبين علي (8) صلوات الله عليهما (9).
وفي ليلة النصف منه يستحب الغسل، والتنفل بمئة ركعة، يقرأ في كل ركعة منها الحمد واحدة، وعشر مرات قل هو الله أحد (10)، خارجة عن الألف ركعة التي ذكرناها فيما تقدم وقد (11) ورد الخبر في فضل ذلك
صفحة ٢٣
بأمر جسيم، (1) (2).
وفي يوم النصف منه سنة ثلاث من الهجرة كان مولد سيدنا أبي محمد الحسن بن علي بن أبي طالب (3) عليهما السلام (4).
وفي مثل هذا اليوم سنة خمس وتسعين ومئة ولد سيدنا أبو جعفر محمد بن علي بن موسى عليهم السلام (5) وهو يوم سرور المؤمنين.
ويستحب فيه الصدقة، والتطوع بالخيرات، والاكثار من شكر الله تعالى على ظهور حجته، وإقامة دينه بخليفته في العالمين، وابن نبيه سيد المرسلين صلوات الله عليه وآله وسلم.
وفي ليلة سبعة عشر منه كانت ليلة بدر، وهي ليلة الفرقان (6) ليلة مسرة لأهل الاسلام.
ويستحب فيها الغسل كما ذكرنا في أول ليلة من شهر رمضان (7).
صفحة ٢٤
وفي يوم السابع عشر منه كانت الوقعة بالمشركين ببدر (1)، ونزول الملائكة بالنصر من الله تعالى لنبيه عليه السلام، وحصلت الدائرة على أهل الكفر والطغيان، وظهر الفرق بين الحق والباطل، وكان بذلك عز أهل الإيمان وذل أهل الضلال والعدوان.
ويستحب الصدقة فيه، ويستحب فيه، (2) الاكثار من شكر الله تعالى على ما أنعم به على الخلق (3) من البيان " وهو يوم عيد وسرور لأهل الاسلام.
وفي ليلة تسعة عشر منه يكتب وفد الحاج (4)، وفيها ضرب مولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام الضربة التي قض فيها نحبه عليه السلام، وفيها غسل كالذي ذكرناه من الأغسال، ويصلي فيها من الألف ركعة مئة ركعة على التمام.
ويستحب فيها كثرة الاستغفار، والصلاة على نبي الله محمد بن عبد الله عليه السلام، والابتهال إلى الله تعالى في تجديد العذاب على ظالميهم من سائر الأنام، والاكثار من اللعنة على قاتل أمير المؤمنين عليه السلام،
صفحة ٢٥
وهي ليلة يتجدد فيها حزن أهل الإيمان.
وفي العشرين (1) منه سنة ثمان من الهجرة كان فتح مكة (2)، وهو يوم عيد لأهل الاسلام، ومسرة بنصر الله تعالى نبيه عليه السلام، وإنجازه له ما وعده، والإبانة عن حقه، وبإبطال عدوه.
ويستحب فيه التطوع بالخيرات، ومواصلة الذكر لله تعالى، والشكر له على جليل الانعام.
وفي ليلة إحدى وعشرين منه كان الإسراء برسول الله صلى الله عليه وآله وفيها رفع الله عيسى بن مريم عليهما السلام، وفيها قبض موسى بن عمران عليه السلام، وفي مثلها قبض وصيه يوشع بن نون عليه السلام، وفيها كانت وفاة أمير المؤمنين عليه سنة (40) أربعين من الهجرة وله يومئذ ثلاث وستون سنة (4).
صفحة ٢٦
وهي الليلة التي يتجدد فيها أحزان آل محمد عليهم السلام وأشياعهم، والغسل فيها كالذي ذكرته، وصلاة مئة ركعة كصلاة ليلة تسعة عشر حسب ما قدمناه، والاكثار من الصلاة على محمد وآل محمد عليهم السلام، والاجتهاد في الدعاء على ظالميهم، ومواصلة اللعنة على قاتلي (1) أمير المؤمنين عليه السلام، ومن طرق على ذلك وسببه (2)، وآثره ورضيه من سائر الناس.
وفي ليلة ثلاث وعشرين منه أنزل الله عز وجل على نبيه الذكر، وفيها (3) ترجى ليلة القدر.
وفيها غسل عند وجوب الشمس، وصلاة مئة ركعة، يقرأ في كل ركعة فاتحة الكتاب وعشر مرات إنا أنزلناه في ليلة القدر، وتحيى هذه الليلة بالصلاة والدعاء والاستغفار.
ويستحب أن يقرأ في هذه الليلة خاصة سورتي (4) العنكبوت والروم، فإن في ذلك ثوابا عظيما، ولها دعاء من جملة الدعاء المرسوم لليالي شهر رمضان، وهي ليلة عظيمة الشرف، كثيرة البركات.
وفي آخر ليلة منه تختم نوافل شهر رمضان، ويستحب فيها ختم قراءة " (5) القرآن، ويدعى فيها بدعاء الوداع (6)، وهي ليلة عظيمة
صفحة ٢٧
البركة (1).
صفحة ٢٨
شهر شوال أول ليلة منه فيها غسل عند وجوب الشمس، كما ذكرنا ذلك في أول ليلة من شهر رمضان، وفيها دعاء الاستهلال، وهو عند رؤية الهلال، وفيها ابتداء التكبير عند الفراغ من فرض المغرب، وانتهاؤه عند الفراغ من صلاة العيد من يوم الفطر، فيكون ذلك في عقب أربع صلوات.
وشرحه أن يقول المصلي عند السلام (1) من كل فريضة: " الله أكبر، الله أكبر الله أكبر (2) لا إله إلا الله والله أكبر، الله أكبر الحمد لله على ما هدانا، وله الشكر على ما أولانا " فبذلك ثبتت السنة عن رسول الله صلى الله عليه وآله، وجاءت الأخبار بالعمل به عن الصادقين من عترته، عليهم السلام (3).
ومن السنة في هذه الليلة - ما وردت الأخبار بالترغيب فيه، والحض
صفحة ٢٩
عليه - أن يسجد الانسان بعد فراغه من فريضة المغرب ويقول في سجوده:
(يا ذا الحول، يا ذا الطول، يا مصطفيا محمد وناصره، صل على محمد وآل محمد، واغفر لي كل ذنب أذنبته ونسيته أنا، وهو عندك في كتاب مبين) ثم يقول: (أتوب إلى الله) مئة مرة (1)، ولينو عند هذا القول ما تاب منه من الذنوب وندم عليه إن شاء الله تعالى.
ويستحب أن يصلي في هذه الليلة ركعتين، يقرأ في الأولى منهما فاتحة الكتاب مرة واحدة وسورة الاخلاص ألف مرة، وفي الثانية بالفاتحة (2) وسورة الاخلاص مرة واحدة، فإن الرواية جاءت بأنه من صلى هاتين الركعتين في ليلة الفطر، لم ينتقل من مكانه، (3) وبينه وبين الله تعالى: ذنب إلا غفره.
وتطابقت الآثار عن أئمة الهدى عليهم السلام بالحث على القيام في هذه الليلة، والانتصاب للمسألة، والاستغفار، والدعاء.
وروي أن أمير المؤمنين عليه السلام كان لا ينام فيها، ويحييها بالصلاة والدعاء (4) والسؤال، ويقول (5): في هذه الليلة يعطى الأجير أجره (6).
أول يوم من شوال وهو يوم عيد الفطر، وإنما كان عيد المؤمنين
صفحة ٣٠
بمسرتهم بقبول أعمالهم، وتكفير سيئاتهم، ومغفرة ذنوبهم، وما جائتهم من البشارة من عند ربهم - جل اسمه - من عظيم الثواب لهم على صيامهم، وقربهم (1)، واجتهادهم.
وفي هذا اليوم غسل، وهو علامة التطهير من الذنوب، والتوجه إلى الله تعالى في طلب الحوائج، ومسألة القبول.
ومن السنة فيه الطيب، ولبس أجمل، (2) الثياب، والخروج إلى الصحراء، والبروز للصلاة تحت السماء.
ويستحب أن يتناول الانسان فيه شيئا من المأكول قبل التوجه إلى (3) الصلاة، وأفضل ذلك السكر. ويستحب تناول شئ من تربة الحسين عليه السلام، فإن فيها شفاء من كل داء. ويكون ما يؤخذ منها مبلغا (4) يسيرا.
وصلاة العيد في هذا اليوم فريضة مع الإمام، وسنة على الانفراد، وهي ركعتان بغير أذان ولا إقامة، ووقتها عند انبساط الشمس بعد ذهاب حمرتها، وفي هاتين الركعتين اثنتا عشرة تكبيرة، منها سبع في الأولى مع تكبير الافتتاح والركوع، وخمس في الثانية مع تكبيرة القيام، والقراءة فيها عند آل الرسول عليهم السلام قبل التكبير (5)، والقنوت فيها بين كل
صفحة ٣١
تكبيرتين بعد القراءة.
وفي هذا اليوم فريضة إخراج الفطرة، ووقتها من طلوع الشمس إلى الفراغ من صلاة العيد، فمن لم يخرجها من ماله وهو متمكن من ذلك قبل مضي وقت الصلاة (1) فقد ضيع فرضا، واحتقب مأثما. ومن أخرجها من ماله فقد أدى الواجب، وإن تعذر عليه وجود الفقراء.
والفطرة زكاة واجبة، نطق بها القرآن، وسنها النبي صلى الله عليه وآله، وبها يكون تمام الصيام، وهي من الشكر لله تعالى على قبول الأعمال، وهي تسعة أرطال بالبغدادي من التمر، وهو قدر الصاع، أو صاع من الحنطة، أو الشعير، أو الأرز، أو الذرة، أو الزبيب حسب ما يغلب على استعماله في كل صقع من الأقوات أو أفضل ذلك التمر (2) على ما جاءت به الأخبار (3).
وفي هذا اليوم بعينه وهو أول يوم من شوال سنة (41) إحدى وأربعين من الهجرة أهلك الله تعالى أحد فراعنة هذه الأمة عمرو بن العاص (4)، وأراح منه أهل الاسلام، وتضاعفت به المسار للمؤمنين.
وفي اليوم النصف من سنة (3) ثلاث من الهجرة كانت وقعة أحد،
صفحة ٣٢
وفيها استشهد أسد الله وأسد رسول الله، وسيد شهداء وقته وزمانه، عم رسول الله صلى الله عليه وآله حمزة بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف (2) رضي الله عنه وأرضاه.
وفيه كان التمييز بين الصابرين مع نبيه عليه السلام والمنهزمين عنه من المستضعفين والمنافقين، وظهر لأمير المؤمنين عليه السلام في هذا اليوم من البرهان، ما نادى به جبريل عليه السلام في الملائكة المقربين، ومدحه بفضله في عليين، وأبان رسول الله صلى الله عليه وآله لأجله عن منزلته في النسب والدين.
وهو يوم يتجنب فيه المؤمنون كثيرا من الملاذ لمصاب رسول الله صلى الله عليه وآله بعمه وأصحابه المخلصين، وما لحقه من الأذى والألم بفعل المشركين. * * *
صفحة ٣٣
ذو القعدة وهو شهر حرام معظم في الجاهلية والاسلام.
وفي اليوم الثالث والعشرين منه كانت وفاة سيدنا أبي الحسن علي ابن موسى الرضا عليهما السلام بطوس، من أرض خراسان سنة (203) ثلاث ومئتين من الهجرة (1).
وفي اليوم الخامس والعشرين منه نزلت الكعبة، وهي أول يوم رحمة نزلت (2).
وفيه دحا الله تعالى الأرض من تحت الكعبة، وهو يوم شريف عظيم، من صامه كتب الله الكريم له صيام ستين شهرا على
صفحة ٣٤
ما جاء به الأثر عن الصادقين عليهم السلام (1).
صفحة ٣٥
ذو الحجة وهو أكبر أشهر الحرم وأعظمها، وفيه الاحرام بالحج وإقامة فرضه، ويوم عرفة، ويوم النحر.
وأول يوم منه لسنتين من الهجرة زوج رسول الله صلى الله عليه وآله أمير المؤمنين علي بن أبي طالب بسيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء البتول عليهما السلام (1).
وفي اليوم الثالث منه سنة تسع من الهجرة نزل جبريل عليه السلام برد أبي بكر عن أداء سورة براءة وتسليمها إلى أمير المؤمنين عليه السلام، فكان ذلك عزلا لأبي بكر من السماء، وتولية (2) لأمير المؤمنين عليه السلام من السماء.
وفي اليوم الثامن منه وهو يوم التروية، ظهر مسلم بن عقيل - رحمة الله عليه - داعيا إلى سيدنا أبي عبد الله الحسين عليه السلام.
وفي هذا اليوم عند زوال الشمس ينشئ المتمتع بالعمرة إلى الحج الاحرام، فإن زالت الشمس ولم يكن طاف بالبيت سبعا وقصر فقد فاتته
صفحة ٣٦