مسالك الأبصار في ممالك الأمصار

ابن فضل الله العمري ت. 749 هجري
75

مسالك الأبصار في ممالك الأمصار

الناشر

المجمع الثقافي

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٢٣ هـ

مكان النشر

أبو ظبي

والكتاب فمثل زي الجند، ولكن «١» لا يشدون المناطق، وبعضهم يرخى له عذبات [١] أمامهم، مثل عذبات الصوفية، وأما القضاة والعلماء فلبسهم فرجيات (شبيهات بالجندات ودرايع [٢]، وأما عامة الناس فقمص، وفرجيات مقتدرة ودرايع) «٢» . وحدثني الشبلي: أن أهل دهلى أهل ذكاء وفطنة فصحاء في اللسان الفارسي، والهندي، ومنهم من ينظم الشعر بالعربي ويجيد فيه النظم، وكثير ممن يمدح السلطان منهم ممن ليس لهم اسم في ديوانه، فيقبل عليهم ويجيزهم. قال الشبلي: وأخذ دبيران السلطان له عادة أن يمدحه إذا تجدد له فتح أو أمر كبير ورسمه عليه أن يأمر بأن تعد أبيات قصيدته، ويعطى لكل بيت عشرة آلاف تنكة، وكثيرا ممن يستحسن السلطان منه شيئا، (أو يعلم له دررا،) [٣] «٣» فما يأمر له بشيء مخصوص على التعيين وإنما يأمره بأن يدخل إلى الخزانة ليحمل ما أطاق. فلما رأني عجبت مما يحكيه من كثرة هذا الإنفاق والبسطة من المواهب والأطلاق، قال: وهو مع هذه السعة المفرطة في بذل الإعطاء، لا ينفق نصف دخل بلاده.

[١] عذبات جمع مفرده عذبه- شيء يتدلى من العمامة على الكتفين (فرهنگ عميد ٢/١٤٣٠) . [٢] درايع جمع مفرده درعية، رداء يلبس على الصدر. [٣] وردت بالمخطوط ضررا.

3 / 87