الفتوى١ لكن هذه الأمور المتيسرة تعود إلى أفضل الأحوال الإيمان بالله ورسوله والجهاد في سبيله كما ثبت ذلك بالنصوص.
١٢٣- وقد قال تعالى: ﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ﴾ (الحجرات:١٥)
الجهاد يعني تحقيق كون المؤمن مؤمنا
١٢٤- فالجهاد: تحقيق كون المؤمن مؤمنا؛ لهذا روى مسلم في "صحيحه"٢ عن النبي ﷺ أنه قال: "من مات ولم يغزو لم يحدث نفسه بالغزو مات على شعبة من نفاق".
١٢٥- وذلك أن الجهاد فرض على الكفاية، فيخاطب به جميع المؤمنين عموما، ثم إذا قام به بعضهم سقط عن الباقين.
ولا بد لكل مؤمن من أن يعتقد أنه مأمور به، وأن يعتقد وجوبه وأن يعزم عليه إذا احتيج إليه، وهذا يتضمن تحديث نفسه بفعله فمن مات ولم يغزو أو لم يحدث نفسه بالغزو نقص من إيمانه الواجب عليه بقدر ذلك؛ فمات على شعبة نفاق.
١٢٦- فإن قيل: فإذا كان الجهاد أفضل من الحج بالكتاب والسنة
_________
١ راجع:"منهاج السنة" (٤/٤٦١، ٧/٥٨) و"الفتاوى الكبرى" (٤/٣٦٤، ٣٥٨) و"مجموع الفتاوى" (٢٧/٥٠٨، ٥٣١، ٢٨/٥٣١، ٥٣٢، ٥٥٢) .
٢ مسلم (١٩١٠) (١٥٨) عن أبي هريرة ﵁.
1 / 54