[تزويج والده صلى الله عليه وآله وسلم]
[3] أخبرنا عمر بن أبي سلمة الخزاعي قال: حدثنا بدر بن الهيثم قال: حدثنا علي بن حرب قال حدثنا محمد بن عمارة القرشي، عن مسلم بن خالد، عن ابن جريج، عن عطاء عن ابن عباس قال:لما خرج عبد المطلب بن هاشم بابنه عبد الله ليزوجه، مر به على كاهنة من أهل تبالة قد قرأت الكتب كلها متهودة، يقال لها: فاطمة بنت مر الخثعمية، فرأت نور النبوة في وجه عبد الله، فقالت له: يا فتى هل لك أن تقع علي الآن وأعطيك مائة من الإبل؟
فقال شعرا:
أما الحرام فالممات دونه
فكيف بالأمر الذي تبغينه
والحل لاحل فأستبينه
«يحمي الكريم عرضه ودينه»
ثم مضى مع أبيه، فزوجه آمنة بنت وهب بن عبد مناف بن زهرة، فأقام عندها ثلاثا، فلما مر بالكاهنة قالت له: يافتى ما صنعت بعدي؟ قال: زوجني أبي آمنة بنت وهب فأقمت عندها ثلاثا، فهل لك فيما قلت لي؟، فقالت لا
قالت: قد كان ذلك مرة فاليوم لا، إني والله ما أنا بصاحبة ريبة، ولكن رأيت في وجهك نورا فأردت أن يكون في فأبى الله إلا أن يصيره حيث أراد، ثم أنشأت تقول:
إني رأيت مخيلة لمعت .... فتلألأت بحناتم القطر
فلمأتها نورا يضيء له .... ما حوله كإضاءة البدر
ورجوتها فخرا أبوء به .... ما كل قادح زنده يوري
لله ما زهرية سلبت .... ثوبيك«ما استلبت»وما تدري
فانطلق عبد الله على وجهه، فنادته وقالت:
آلآن وقد ضيعت ما كان ظاهرا .... عليك وفارقت الضياء المباركا
غدوت إلي خاليا قد بذلته .... لغيري فاذهب فالحقن بشانكا
ولا تحسبن اليوم أمس وليتني .... رزقت غلاما منك في مثل حالكا
صفحة ٩٩