[من دلائل نبوته صلى الله عليه وآله وسلم]
[أولا: رؤيا عبد المطلب]
ثم نام يوما في الحجرة فانتبه فزعا مذعورا.
قال العباس: فاتبعته نحو داره، وأنا يومئذ غلام أعقل، فقالوا: يا أبا الحارث مالك اليوم كالخائف؟
قال: رأيت وأنا نائم عند الحجرة كأنما أخرج من ظهري سلسلة بيضاء لها أربعة أطراف طرف بلغ مشارق الأرض، وطرف بلغ مغاربها، وطرف بلغ أعنان السماء، وطرف قدجاوز الثرى، فبين أنا أنظر إليها إذ صارت أسرع من طرفة عين شجرة خضراء، لم ير الراؤون أنور منها، وإذا بشخصين بهيين قد وقفا علي، فقلت لأحدهما:من أنت؟
قال: أما تعرفني، أنا نوح نبي رب العالمين.
فقلت للآخر:من أنت؟
قال: أنا إبراهيم خليل رب العالمين.
فقالوا له: إن صدقت رؤياك ليخرجن من ظهرك من يؤمن به أهل السماوات «وأهل» الأرض.
فبقي عبد المطلب زمانا، فلما كان يوما رجع من قنصه في الظهيرة عطشان يلهث، فرأى في الحجر ماء معينا فشرب «منه» ثم دخل على فاطمة فواقعها، فحملت بعبد الله، وواقع عبد الله آمنة فحملت برسول الله .
صفحة ١٠٥