وقد يمكن والله أعلم عند من تفكر وتفهم أن يكون ما ذكر الله من العماد عمدا كان في بعض ما كانوا فيه من البلاد من حجارة أو بناء أو خشب نصبوها وصنعوها في بعض بلادهم لا يقدر على مثلها غيرهم من جميع الناس لما كانوا عليه من شدة البطش، وما زيدوا من البسطة في الخلق على كل الأجناس، ألا تسمع كيف يقول الله سبحانه: ((التي لم يخلق مثلها في البلاد(8))) وهو يخبر عن هذه الآية المذكورة من عاد.
ثم قال : ((وثمود الذين جابوا الصخر بالواد(9))) وثمود فقوم صالح صلى الله عليه، والوادي: فبلد في بعض نواحي الحجاز معلوم معروف، ويقال له: وادي القرى، وبلد ثمود موضع منه يسمى الحجر من يأتيه ممن في تلك الأرض من الناس مساكنهم فيه تعاين وترى قد نحتوها في أجواف الجبال نحتا، وجابوا فيها قصورا منحوتة وبيوتا.
صفحة ٢٤٨