المصابيح الساطعة الأنوار

عبدالله بن أحمد الشرفي ت. 1062 هجري
191

المصابيح الساطعة الأنوار

ومن النصارى: [الملكية، ومنهم اليعقوبية] ومنهم النسطورية في فرق أخرى أيضا وتسمى، ولسنا نحتاج في هذا التفسير إلى ذكرها، ولاتفصيل ما هي عليه من أمرها، غير أنهم كلهم وإن افترقوا في مذاهبهم أهل الكتاب. والمشركون: فهم أهل الإثبات مع الله للآلهة والأرباب وهم مشركوا العرب، ومن كان يقر برب، ومن الناس من ينكر ويجحد أن يكون للأشياء [رب يعبد ويزعم أن الأشياء لم تزل كما ترى ولايثبت في الأشياء تدبيرا ولاأثرا، فيكابر في ذلك عماية وجهلا مايدركه بعينه عيانا وقيلا، من الصنع النير والتأثير والبدع المتقن، ومحكم التدبير الذي لايخفى على عمي ولابصير، وإن لم يقر بمعاد ولامصير، وليس أولئك ولا من هو كذلك من أهل التوراة، ولا من أهل الكتاب، ولا ممن يقر بإله، ولا برب كالعرب، ومن كان مشبها للعرب ممن يقر بالله وإن أشرك مع الله فإنما أولئك عند من يعقل كالبهائم السائمة، وإن لزمتهم الحجة بما جعل الله لهم من الجوارح السالمة التي قطع الله بها عذرهم، وألزمهم بها كفرهم، وأولئك فليس ممن ذكر في سورة لم يكن، وإنما ذكر فيها من يقر برب وإن لم يؤمن، من كفرة أهل الكتاب والمشركين فقال سبحانه: ((لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين منفكين)) والإنفاكك والفك: هو المجانبة لما هم عليه والترك، وتركهم: فهو لإشراكهم وانفكاكهم من عقد شركهم، وفريتهم فيه على الله وإفكهم.

صفحة ٢٠٣