المصابيح الساطعة الأنوار

عبدالله بن أحمد الشرفي ت. 1062 هجري
183

المصابيح الساطعة الأنوار

تفسير (القارعة)

بسم الله الرحمن الرحيم

((القارعة (1) ما القارعة (2) وما أدراك ما القارعة)) فالقارعة: ماهال من الأمور وقرع، وهجم على أهله بغتة بأهواله فأفزع.

وأما تأويل ماأدراه فهو: تعظيم منها لمرآه، وماسيعانيه فيها ويراه من الأهوال والأمور الفادحة، وجزاء الأعمال الصالحة والطالحة، حين تقوم القيامة، وتدوم الحسرة والندامة على كل خائب وخاسر، وظالم معتد فاجر، ألا تسمع كيف يقول سبحانه عند بعثه فيها لخلقه المبعوث: ((يوم يكون الناس كالفراش المبثوث)) وتأويل ((يكون)) فهو يصير، والفراش: فطير صغير خفيف عند من يراه حقير، من همج الأرض والطير تمثل به العرب في الكثير، لأنه كثير ضعيف، وطير محتقر خفيف، فتقول إذا استكثرت شيئا أواستضعفته، واستقلت وزنه فاستخفته: ماهذا إلا كالفراش في الخفة والقلة، وللقوم إذا استكثروهم كالفراش في الكثرة والجمة.

صفحة ١٩٥