تفسير (لإيلاف قريش)
بسم الله الرحمن الرحيم
((لإيلاف قريش (1) إيلافهم رحلة الشتاء والصيف)) المعنى: هو الفهم وإيلافهم، فقريش من أنفسهم وحليفهم، ومن جاورهم في الحرم ولفيفهم، فكل من كان يسكن في الحرم في مسكنهم، ويأمن بمكانه معهم في الحرم بأمنهم، ويرحل معهم إذا أراد أمنا الرحلتين، وينتقل معهم الطعام والإدام معهم في السنة نقلتين لا يعرض لهم أحد من العرب بقطع في الطريق، وليسوا في شيء مما فيه غيرهم من الخوف والضيق، والعرب كلهم خائفون جياع، وهم كلهم آمنون شباع، لحرمة البيت عند العرب وتعظيمه وإجلاله، ولإكبارهم القطع على سكان الحرم، ونزاله، فذكرهم في ذلك تبارك وتعالى بنعمته، وبما من به تعالى من بركة الحرم وحرمته.
وفي ذلك وذكره وما ذكرنا من أمره ما يقول الله سبحانه: ((أولم نمكن لهم حرما آمنا يجبى إليه ثمرات كل شيء رزقا من لدنا ولكن أكثرهم لا يعلمون)) وفيه ما يقول الله سبحانه : ((أولم يروا أنا جعلنا حرما آمنا ويتخطف الناس من حولهم أفبالباطل يؤمنون وبنعمة الله يكفرون)).
وتأويل ((فليعبدوا)) هو فليوحدوا، ومعنى فليوحدوا: فهو ليخلصوا، ومعنى ليخلصوا: فهو ليفردوا بعبادتهم.
صفحة ١٨٥