وقد يقول قائل: علماء أهل البيت مختلفون اليوم، وقد التبس علينا الأمر، وعمي علينا الحق.
فنقول: قد التبس الأمر من قبل، فلم يعرف الحق، هل هو مع علي عليه السلام أم مع معاوية؟!! ثم هل الحق مع الحسين أم مع يزيد؟! ومن قبل ذلك: هل الحق مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم أم مع أبي جهل؟!!، وهكذا، مع وضوح الحق من الباطل وغيره كتميز النهار من الليل.
ولا يلتبس ذلك إلا على من لبس على نفسه، وهذا النوع لا تفيدهم الآيات والأدلة: }ولو جاءتهم كل آية حتى يروا العذاب الأليم{ [يونس/97].
هذا ولم يلتبس الحق من الباطل منذ زمان النبي صلى الله عليه
وآله وسلم إلى اليوم، بل هو في غاية الوضوح، وكلمة الله هي العليا، وكلمة الذين كفروا هي السفلى إلى أن يرتفع التكليف، فالحق واضح وإن ضعف أهله وقلوا، والباطل واضح وإن كثر أهله.
[من أسماء الله الحسنى]
سميع: بمعنى عالم بالمسموعات كلها، فلا يفوته شيء، لا بآلة، ولا يجوز تشبيهه بالحيوانات.
بصير: عالم بالمبصرات، يشاهدها ويراها لا بمعنى ولا بآلة.
رحمن، رحيم، ودود، بر، رؤوف : بمعنى أن أفعاله تعالى وأحكامه مبنية على التيسير والتسهيل، والمراعاة لمصالح العباد في دينهم ودنياهم وآخرتهم، وليس معنى ذلك رقة في القلب كما في الإنسان والحيوان، إذ أن إثبات ذلك تشبيه لله تعالى بخلقه، وذلك لا يجوز.
صفحة ٣٥