وأما المحن: ففيها موعظة وذكرى واعتبار، وتماما كما قال الله
تعالى: }ذلك وبلوناهم بالحسنات والسيئات لعلهم يرجعون{ [الأعراف/168] }فلولا إذ جاءهم بأسنا تضرعوا{ [الأنعام/43] }أولا يرون أنهم يفتنون في كل عام مرة أو مرتين ثم لا يتوبون ولا هم يذكرون{ [التوبة/126]، وهذا بالإضافة إلى ما أعد الله للصابرين، وقد يكون بعض المصائب عقابا، كما قال الله في سورة سبأ وقصتهم }ذلك جزيناهم بما كفروا وهل نجازي إلا الكفور{ [سبأ/17].
[{محمد رسول الله} صلى الله عليه وآله وسلم]
الدليل على نبوة محمد صلى الله عليه وآله وسلم : أنه صلى الله عليه وآله وسلم حين ادعى النبوة أردف دعواه بالبرهان القاهر، وهو القرآن، فقد تحداهم صلى الله عليه وآله وسلم حين كذبوا دعواه بأن يأتوا بمثله، أو بعشر سور من مثله، ثم بأن يأتوا بسورة من مثله، فعرفنا حين لم يأتوا بشيء من ذلك مع شدة عداوتهم له ، وحرصهم الكبير على إبطال دعوته أنه نبي صادق، وأن القرآن من كلام الله تعالى.
صفحة ٢٠