تكنفني الأصحاب من كل جانب ... فلست ضجورا منهم أتبرم وقسمت في الإخوان قسمة عدة ... وما عدة مثلي كمثلي يقسم
توزعت فيهم قدر شغل جميعهم ... فلست لنفسي سادتي أتخدم
وقد صرت فردا في الأمور مقسما ... وما عجب من واحد يتقسم
فقد عجب الماضون من قسم واحد ... ولو شاهدوا شأني لصحوا وأسلموا
وقد لامني أهلي وعرسي ووالدي ... وأوذيت منهم كثر ما يتبرم
يقولون مجنون مهان مبذر ... وليس يعال في الهوان متيمم
يرى الذل فخرا والبطالة قربة ... ويرتاح في الرذلاء ذرب مصمم
وفي كل يوم يجمعون عداوتي ... فقد طال ما يبنوا علي ويهدموا
يقولون لا تنفك تلسع دائما ... ويؤذيك ذو الحسنى ويردي ويحرم
فقلت اتركوني لست أعرف عذلكم ... وفضل إلهي بالمكارم يغنم
ولا سيما إن كان ذاك لعاقر ... فلي الأجر مثنى والحياء مخيم
دعوني دعوني لست أترك عادتي ... ولا نازح عما عليه أحوم
فيا رب عني واصطبرني عليهم ... فلا حول لي إن لم أكن بك معصم
صفحة ١٩٣