المقصد الأسنى في شرح معاني أسماء الله الحسنى
محقق
بسام عبد الوهاب الجابي
الناشر
الجفان والجابي
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٠٧ - ١٩٨٧
مكان النشر
قبرص
تصانيف
العقائد والملل
البديع
هُوَ الَّذِي لَا عهد بِمثلِهِ فَإِن لم يكن بِمثلِهِ عهد لَا فِي ذَاته وَلَا فِي صِفَاته وَلَا فِي أَفعاله وَلَا فِي كل أَمر رَاجع إِلَيْهِ فَهُوَ البديع الْمُطلق وَإِن كَانَ شَيْء من ذَلِك معهودا فَلَيْسَ ببديع مُطلق وَلَا يَلِيق هَذَا الِاسْم مُطلقًا إِلَّا بِاللَّه ﷾ فَإِنَّهُ لَيْسَ لَهُ قبل فَيكون مثله معهودا قبله وكل مَوْجُود بعده فحاصل بإيجاده وَهُوَ غير مُنَاسِب لموجده فَهُوَ بديع أزلا وأبدا
وكل عبد اخْتصَّ بخاصية فِي النُّبُوَّة أَو الْولَايَة أَو الْعلم لم يعْهَد مثلهَا إِمَّا فِي سَائِر الْأَوْقَات وَإِمَّا فِي عصره فَهُوَ بديع بِالْإِضَافَة إِلَى مَا هُوَ مُنْفَرد بِهِ وَفِي الْوَقْت الَّذِي هُوَ مُنْفَرد فِيهِ
الْبَاقِي
هُوَ الْمَوْجُود الْوَاجِب وجوده بِذَاتِهِ وَلكنه إِذا أضيف فِي الذِّهْن إِلَى الِاسْتِقْبَال سمي بَاقِيا وَإِذا أضيف إِلَى الْمَاضِي سمي قَدِيما وَالْبَاقِي الْمُطلق هُوَ الَّذِي لَا يَنْتَهِي تَقْدِير وجوده فِي الِاسْتِقْبَال إِلَى آخر ويعبر عَنهُ بِأَنَّهُ أبدي
وَالْقَدِيم الْمُطلق هُوَ الَّذِي لَا يَنْتَهِي تمادي وجوده فِي الْمَاضِي إِلَى أول ويعبر عَنهُ بِأَنَّهُ أزلي وقولك وَاجِب الْوُجُود بِذَاتِهِ مُتَضَمّن لجَمِيع ذَلِك وَإِنَّمَا هَذِه الْأَسَامِي بِحَسب إِضَافَة هَذَا الْوُجُود فِي الذِّهْن إِلَى الْمَاضِي والمستقبل
وَإِنَّمَا يدْخل فِي الْمَاضِي والمستقبل المتغيرات لِأَنَّهُمَا عبارتان عَن الزَّمَان وَلَا يدْخل فِي الزَّمَان إِلَّا التَّغَيُّر وَالْحَرَكَة إِذْ الْحَرَكَة إِنَّمَا تَنْقَسِم إِلَى مَاض ومستقبل والمتغير يدْخل فِي الزَّمَان بِوَاسِطَة التَّغَيُّر فَمَا جلّ عَن التَّغَيُّر وَالْحَرَكَة فَلَيْسَ فِي زمَان فَلَيْسَ فِيهِ مَاض ومستقبل فَلَا ينْفَصل فِيهِ الْقدَم عَن الْبَقَاء بل الْمَاضِي والمستقبل إِنَّمَا يكون لنا إِذْ مضى علينا وَفينَا أُمُور وستتجدد أُمُور وَلَا بُد من أُمُور تحدث شَيْئا بعد شَيْء حَتَّى تَنْقَسِم إِلَى مَاض قد انْعَدم وَانْقطع وَإِلَى رَاهن حَاضر وَإِلَى مَا يتَوَقَّع تجدده من بعد فَحَيْثُ لَا تجدّد وَلَا انْقِضَاء فَلَا زمَان
1 / 147