الرجل وأتباعه عداوة كل من عادى هذا الدين قال تعالى: ﴿يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ﴾، وقد قال هرقل لأبي سفيان: وسألتك هل يرتد أحد منهم سخطة لدينه فذكرت أن لا، فكذلك الإيمان حين تخالط بشاشته القلوب فأشبه أمر هذا الشيخ رحمه الله تعالى ما جرى لخاتم النبيين حتى في مهاجره وأنصاره وكثرة من عاداه وناواه في الابتداء، كما هو حال الحق في المبادي يرده الكثير وينكرونه ويقبله القليل وينصرونه، فأول من عاداهم أقرب الناس إليهم بلدًا وأقواه كثرة ومالا بلاد دهام بن دواس، وهو أول من شن الغارة عليهم على غفلة وغرة وعدم الاحتساب منهم فخرجوا إليه على عجل فقتل منهم رجالًا منهم فيصل ابن محمد بن سعود وسعود بن محمد بن سعود، فسبحان من قوى جأش هذا الرجل على نصرة هذا الدين حين قتل ابناه ثم سطى عليهم مرة ثانية فقتل كثير ممن سطى بهم فأخذ المسلمون الثأر منهم، ثم بعد ذلك استمر الحرب بينهم وبينه أكثر من ثلاثين سنة وفي تلك الثلاثين سنة أو أكثر أعانه على حربهم أهل نجران وبن حميد شيخ بني خالد مرارا فيأتونهم بأنواع الكيد والكثرة فينصرهم الله عليهم، وفي ذلك أعظم عبرة، وبعد هذه المدة وقع بينه وبين المسلمين وقعة بين البلدين فقتل فيها أبناه دواس وسعدون فانتهى أمره فخرج من بلده هاربا في يوم صيف شديد الحر وتبعه من تبعه، فصارت بلده فيئًا للمسلمين ولم يبق لآل دواس بعد ذلك عين تطرف، ﴿فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ﴾ .
المقام الثاني: ما في دعوة هذا الشيخ ابتداء من المشابهة لما جرى للنبي ﷺ في أول دعوته قريشًا والعرب إلى التوحيد والإيمان بالقرآن، وقد قال ﷺ: "بدأ الإسلام غريبا وسيعود غريبًا كما بدا"، وفي حديث عمرو بن عبسة الذي رواه
المقام الثاني: ما في دعوة هذا الشيخ ابتداء من المشابهة لما جرى للنبي ﷺ في أول دعوته قريشًا والعرب إلى التوحيد والإيمان بالقرآن، وقد قال ﷺ: "بدأ الإسلام غريبا وسيعود غريبًا كما بدا"، وفي حديث عمرو بن عبسة الذي رواه
1 / 12